آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

وتنعى القطيف اليوم علمًا من أعلامها

أحمد منصور الخرمدي *

أشرقت شمس صباحنا وغيب عنا عزيز قلوبنا، رحل قبل ساعات قليلة من إقامة مراسم العزاء الفاطمية وقد ودعنا مترجلًا عن منبره الذي آن لفراقه، المنبر الذي نعى عليه مصائب الزهراء سلام الله عليها في أبيها رسول الرحمة وأولادها الأطهار صلوات الله عليهم، أرتقى الى جوار ربه كريمًا فاضلًا محبًا للعلم عاشقًا للعترة الطاهرة أنه شيخنا الوقور المتواضع الشيخ الملا جمال الخباز أبو أحمد.

الخطيب الذي سعى بخطى ثابتة نحو المنبر الحسيني منذ صباه وطوال أيام حياته، فأحتضنه وحمله في صدره مسلمًا ومرحبًا ولما حباه الله وأفاض عليه من خصوصيات نادرة كانت جلية على تكوين شخصه الكريم، لعلى أهمها وأبرزها ملامح الرجل الواعي ونضوج العقل وعمق التفكير منذ الصغر فسافر في طلب العلم والمعرفة والتفقه في الدين رغم ظروف الحياة الصعبة وبعد المسافات فأنار الله بصيرته ووهبه من العلوم والفهم والإدراك ما فاق كل توقع إضافة الى عذوبة الصوت المتوشح بالحزن الشجي.

أبا أحمد، أصبحت رمزًا وعلمًا مؤثرًا من خطباء القطيف النابغين والمخضرمين الذين نهجوا خطا أثروا به المنبر الحسيني ولعل رحيلك شيخنا في هذا اليوم مع الذكرى المفجعة والأليمة لفقد سيدة نساء العالمين بضعة المختار رسول ربي العالمين، هو سر آخر من هبات الله المتتالية عليك أراد أن نبكيك مع ذكر مصابها المؤلم، فكم أبكيت أعيننا عليها بما نزل عليها من البلايا والرزايا أم دعيت هناك في المحشر حيث يقام مجلسآ فيه تنعاها.

ربنا تقبل منا هذا العالم الجليل وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وأمنح أنفسهم السكينة والصبر والثبات ﴿وإنا لله وأنا اليه راجعون.

كلمة الرثاء:

يا ناعي الزهراء البتول وولدها الأطهار....

أسرعت الرحيل بخطاك مهرولًا ملبيًا دعوة الجبار...

أنا لله وأنا اليه راجعون

أستميحكم عذرًا أيها الأخوة في هذه الدقائق القليلة لنعرج ببعض اللمحات عن فقيدنا الشيخ الجليل خطيب المنبر الحسيني الكبير.

نعم قد غيب الموت رجلًا تعزه قلوبنا جميعًا.... رحل وكم تمنينا أن لا يرحل، أبا أحمد ودعتنا مترجلًا عن منبرك الذي ارتقيته ناعيًا لمصائب فاطم. سلام الله عليها.

أيها الأخوة لا يسعني في هذه العجالة ألا أن أقول اليسير واليسير جدًا، أن شيخنا وخطيبنا الفقيد الغالي الشيخ الملا محمد جمال الخباز قد فارق هذه الدنيا ورحل الى جوار ربه وهو في ذروة عطاءه الديني والعلمي والثقافي ومواقفه الإنسانية والاجتماعية والخيرية والإرشاد التوعوي لمجتمعه، هكذا يرحل المعطائون فتدركنا الصدمة لفراقهم فنقف عاجزين قاصرين عن التفكير والتفسير.... أنه الموت الذي لا مفر منه وهو أمر الله وقضاءه على جميع عباده، غير معترضين على قدرته وأرادته سبحانه قال تعالى ﴿كل نفس ذائقة الموت.

ولعلي هنا أتمهل قليلًا ولدقائق معدودة، أعطي من خلالها لمحة بسيطة ومثلي لا يستطيع أن يبلغ الهدف وأن حاول، فهناك من العلماء والصحبة الأفاضل ممن هم على دراية وإطلاع واسع عن الشيخ الجليل وتسلسل حياته العلمية والنبوغ الخطابي المميز لديه.

ومما هو جذير بالذكر ومن المميزات والكرامات النقية التي حضي بها خطيبنا رحمة الله عليه في حياته وطوال تلك السيرة العطرة المباركة هو انفتاحه مع الآخر حتى وأن خالفه في الرأي وبقناعة تامه وتسامح وسعة صدر لا نظير لهما مما أعطى وأضاف مؤشرًا لمن عرفه أو صحبه ولو من وقت قليل ولمن حضر بعض مجالسه الحسينية المؤثرة، مدى قدرته الفكرية والذهنية في البحث والإفتاء والحداثة الخطابية النيرة وهو حقًا مدرسة بل جامعة يطول الحديث أن أردنا سرد ذلك وأكرر مثلي لن ولن يستطيع.

أبا أحمد لقد نلت وسامًا ومقامًا رفيعًا مع الرسول وآله وأصحابه الأخيار عندما فاضت روحك الطاهرة في يوم الجمعة وقبل ساعات قليلة والمؤمنون قلوبهم متهيأة لذكرى استشهاد بضعة رسول الله سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وكأن هناك مجلسًا بمصابها تنعاها.

أبا أحمد هنا... وعلى هذا المنبر صعدت....

أبا أحمد هنا أعتصر قلبك ألمًا وبكيت....

أبا أحمد هنا أبكيتنا ثم أبكيتنا وها نحن اليوم نبكيك.... وها نحن اليوم نبكيك.

وقبل الختام من المواقف المؤثرة في نفسي لهذا الشيخ النبيل المتواضع، عيادته للمرضى وزياراته لكبار السن ومنهم والدي رحمه الله أثناء مرضه وكان يتابع الاتصال بي للسؤال والاطمئنان عليه، وحتى بعد نقله معي الى الرياض.

رحمك الله يا خادم الحسين وجعل مثواك الجنة مع محمد وآل بيته الأطهار.

الفاتحة تسبقها الصلوات.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
أبو لؤي
[ سيهات ]: 3 / 3 / 2017م - 4:06 م
رحمك الله يا شيخنا فلقد كنت عالماً و معلماً وناصحا