آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

مضر يُعيد بريقه

جمال الناصر

كعادته اليراع، يستفز الكلم، يستاف من نبضات القلب بعض كلم. يحدوه الأمل من لغة البيان إفصاح تبيان، يقال لدى جملة البلاغيين: ”إن خير الكلام، ما قل ودل“. إنه اليراع، يستفيق في يدي، هذا المساء، ليبحر في المساءات القادمة الظل، لأبعث لإنسان شغف القلب به شغفًا برغم المسافات يزداد وهجًا يعدوه وهج، إنه قائد كواسر مضر، الكابتن حسن الجنبي.

إن الفضاءات - يا حسن - متسعة الغيمات، لتهطل مطرًا، ليتساقط كنهر فوق الوجنات الحرى، لينبثق الأمل، ويزدهر التراب. لم يعد الاشتياق سوى الاشتياق سبيلاً، لنرخي الوجنتين، لم تعد الأيام وميض البصر سوى الأحداق في اتجاه السعد عناقًا، كغيمة تعانق أختاها البعيدة القريبة. شمر ساعديك عبر احتضان السواعد، خذ من الصبر اجتهاده، ومن الأمل رغوته، ومن نبضات عشاق الكواسر كل الإرادة والعزم البرتقالي. آن الأوان لتطبب جرح القوافي والكلمات المتعبة، لقد أضناها الفراق. كلي ثقة الآن وما كان ويكون، أن تقرأ ظلي وأمنياتي المُتعبات، نعم الآن أراك تحدق في أحرفي، تشعر بالأنفاس مخنوقة بين أضلعي، تقرأ متأملاً ما وراء الكلم، وتشعر بها، كعاشق أخذ منه عشق محبيه كل مأخذ.

ها قد أعدتم بريق ”مضر“، وتوهجه، لازلتم في صدارة الدوري، بتكاتف الجميع، ومن خلفكم جماهيركم الوفية، العاشقة. إن الصدارة، كثقافة فوز أن تتطلع للأفق، أن تنشد الاستمرارية، ومع كل جولة يزداد الحمل أكثر وأكثر، أن تمضي واثق الخطى، جهدًا ولعبًا وفكرًا رياضيًا محكم الإتجاهات والألوان، لتفتح نافذة تكون أنت - مضر - بطل الدوري الممتاز لكرة اليد.

إن فريق مضر، يمتلك كل الإمكانيات والمعطيات، التي تجعله متألقًا، ومنها - على سبيل المثال لا الحصر - مدرب الفريق الأسباني ”فرناندو“ الذي يحمل فكرًا ووعيًا رياضيًا حاذقًا، الصامت صمت المُتأملين، البارع الحديث في زوايا الملعب. إنه مكسب، لذا من المنطق بمكان أن يستمر، هذا المفكر الرياضي في ساحنا، ليخترق العقول بفكره وثقافته، عملاً استراتيجيًا، ينتج من خلاله ولادة لاعبين بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، كذلك لدينا لاعبين، لن أقول يشار لهم بالبنان، بكونهم البنان، الذي يمثل بوصلة الإشارة.

لكم أراك الآن، وأنت تحدق شغوفًا ملهمًا شاشة الموبايل، إلا أني لا أستطيع توصيفًا، لأحاسيسك ومشاعرك - لربما - اليراع في يدي عاجز توصيفًا - له عذره -. لا أريد الإطالة، نزولاً عند رغبة البلاغيين، الذين أتعبوني إيجازًا، لأقف الآن عن الهذيان، عن الكتابة، لأوجزها بضع مفردات، إذًا لتصغي يا حسن نريد أن نسعد ابتهاجًا بفوز يعدوه فوز، شكرًا لمنح أمثالي من وقتك، لتصغي، فإن ما يختلج في القلب تعلمه.