آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 9:31 م

الشيخ الصفار يؤكد على أهمية إبراز دور البطولة في حياة السيدة زينب

جهات الإخبارية

أكد الشيخ حسن الصفار على أهمية إبراز واستحضار ادوار البطولة في حياة السيدة زينب بدل التركيز على جانب الحزن والمأساة فقط.

وجاء كلام الشيخ الصفار خلال الندوة الأسبوعية التي يقيمها في مجلسه الأسبوعي مساء يوم الخميس والتي جاءت تحت عنوان ”العقيلة زينب بين البطولة والحزن“ حيث حاوره عبد الباري الدخيل.

وقال ان حياة أهل البيت لا يجب ان تؤخذ وكأنها كتلة من الانكسارات والمصائب، وكأنهم لم يحققوا مكاسب وانجازات، لافتا إلى ان أهل البيت تحملوا المشاكل المصاعب من اجل ان ينجزوا وقد أنجزوا، وكانت مكاسب كبيرة حققوها لكننا لا نسلط الأضواء عليها.

وأضاف ان واقع الشيعة في هذا العصر قد اختلف كثيرا عن واقعهم في الأزمنة الماضية، وهذا يستلزم تغييرا في الخطاب، لكن التغيير في الخطاب ”كأي تغيير آخر“ يواجه مقاومة لان الناس ألفوا نوعا ونمطا من الخطاب، لكن هناك تفاؤلا في بعض الأصوات والمبادرات التي تستعرض الجوانب الأخرى.

وأوضح سماحته ان السيدة زينب تركت تاريخ بطولات وجهاد، فكربلاء كان لها فصلان، الأول جسّده الإمام الحسين بشهادته وجهاده، والثاني جسّدته السيدة زينب ببطولتها وصمودها وإدارتها للموقف بعد الواقعة.

وأضاف ان ما نقل من حياة السيدة زينب قبل عاشوراء وكربلاء كان شيئا محدودا، وهذا أمر مثير لأننا نجد ان الكثير من الصحابة والتابعين رووا عنها وهذا دليل على أنها عالمة، وكان لها ادوار قبل كربلاء وبعدها.

وبين ان التاريخ لم يسجل تاريخ الشخصيات الكبيرة كالسيدة زينب ، وهذا راجع في جزء منه إلى التدوين الذي لم يهتم إلا بحياة الحكام والسلاطين، أكثر من اهتمامه بما يدور في وسط الأمة.

ومضى يقول ”إن جزءً من تاريخنا وتراثنا ضاع بسبب عدم تدوينه وحفظه، وبسبب خوف الناس من ذكر مآثر أهل البيت لما قد يترتب عليهم من أذى“.

وفي جانب التركيز على صورة المأساة للسيدة زينب وأهل البيت بشكل عام، أكد الصفار ان هذا راجع لكون ما عاشه الشيعة في التاريخ من نكبات وظلم، هو ما يجعل الإنسان يميل عادة إلى استحضار ما يمثل سلوة له ومنبع الهام.

وانتقد سماحته بعض الصور الشعرية في ذكر مصائب أهل البيت والتي لا تليق بعظيم مقامهم.

وتابع ان بعض الروايات الواردة عن مصيبة كربلاء بحاجة إلى تنقيح، ومنها رواية ضرب رأس السيدة زينب بمقدم المحمل، مشيرا إلى ان هذه الرواية مرسلة، ومن رواها شخص مجهول يدعى مسلم الجصاص، كما أنها وردت في كتب غير معتبرة.

وأكد الصفار على أهمية إحياء مناسبات أهل البيت والشخصيات العظيمة، مضيفا ان الإحياء يجب أن يكون أيجابيا، وألا يكون على حساب حركة الحياة ومصالح الناس إلا في المناسبات الرئيسة.

وشدد على أن شيعة أهل البيت يجب ان يكونوا حريصين على مصلحة الأمة، لافتا إلى أن ذلك ما تهدف إليه أحكام التقية.

وتطرق سماحته لأهمية الكتب والمؤلفات التي كتبت عن أهل البيت وعن السيدة زينب من خارج الشيعة مثل كتاب بنت الشاطئ، ”بطلة كربلاء“ الذي يعتبر من الكتب الرائعة، وكذلك عبقرية الإمام علي وأبوالشهداء الحسين بن علي لعباس محمود العقاد، رغم الاختلاف في بعض ما نعتقده ونؤمن به، إلا أنها تعتبر كتبًا مهمة مفيدة.