خيرية مضر تنعى أقدم دكتور بمجمعها الطبي
نعى مجلس إدارة جمعية مضر الخيرية للخدمات الاجتماعية بكل لغات الحزن والأسى، المدير الطبي لمجمع جمعية مضر الطبي العام الدكتور مجدي عبدالحميد - مصري الجنسية -، الذي وافته المنية مساء الأحد.
وبيّن المجلس أن الفقيد عمل في المجمع الطبي منذ افتتاحه، قرابة ثلاثين عامًا حيث وصل إلى بلدة القديح قبل افتتاح المجمع الطبي ب 23 يومًا.
وأكدّ بأنه كان يتمتع بدماثة خلقه وإخلاصه وتفانيه في عمله، طبيبًا تتجسد فيه المهنة الإنسانية، وإنسانًا أحب أهالي القديح، ليكون بينهم أخًا لكبيرهم وأبًا حنونًا لصغيرهم، حريصًا على مصلحة الجمعية كأنها جزء لا يتجزء منه.
وذكر رئيس خيرية مضر الحالي محمد آل السيد ناصر، بأنه عرف المرحوم الدكتور مجدي عبدالحميد منذ قدومه للقديح إذ كانت الاستعدادات قائمة لافتتاح المجمع الطبي، وقال: ”وجدت فيه نعم الطبيب المثابر والحريص على المجمع الطبي“.
وأشار إلى أنه تميزت علاقته بالأهالي بالأخوة الصادقة والإخلاص في علاج مرضاهم وخدمتهم وتسخير قدراته الطبية لهم، موضحًا بأنه عاصر المجمع الطبي في حركته نحو استكمال الخدمات الطبية للأهالي، عاملاً بكل جد مع المجالس المتعاقبة على إدارة الجمعية لرفع مستوى أداء المجمع ومنسوبيه وعلى تكامل خدماته للمراجعين.
وأكد أن فقده خسارة فادحة للمجمع الطبي، كذلك المراجعين من المرضى كبيره، فلم يكن لهم طبيبًا فقط بل أخًا وصديقًا، حريصًا على مصلحتهم ومعينًا في رفت معاناتهم الصحية.
وقال: ”إنني هنا أتقدم بسمي وبالنيابة عن مجلس الإدارة بأسمى آيات العزاء لزوجته المتواجدة بيننا ولعائلته ولزملائه منسوبي المجمع ولمحبيه من أهالي القديح وما حولها“، سائلاً المولى أن يتغمده برحمته الواسعة ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
وذكر رئيس خيرية مضر السابق محمد الناصر أنه تعرف على الدكتور مجدي حين كان عضواً في مجلس الإدارة وأمين صندوق مجلس، حيث كان الفقيد قبل افتتاح المستوصف ليكون اليد التي نهضت بالمستوصف من الصفر، باذلاً كل الجهد لا يأخذ الكلل والملل منه مأخذًا.
وأكد بأنه المثابر والطموح وصاحب المواقف المشرفة لم يتهاون يومًا أو يتأخر عن أداء واجبه، مبيناً أن استمراره قرابة الثلاثين عامًا، يرجع لراحته في بيئة العمل في الجمعية وحرص الجمعية على عدم خسارته، نظير خبرته والاطمئنان لأداءه.
وقال: إن من الوفاء الذي يكتنفه تجاه العمل، كان في إجازاته يبذل الجهود في البحث عن أطباء أكفاء مناسبين للمستوصف، متابعًا الإجراءات اللازمة، منوهاً إلى أن الكثير من الأطباء الذين توافدوا على المستوصف كانوا على يديه.
وأشاد بسلوكه في حال حدوث بعض المشاكل ”يكون رجلاً هادئًا يسعى لحلها بكل ثقة ولم يكن ذا انفعال، وأن وأهالي القديح يعرفونه حق المعرفة حيث يتواصل في المناسبات“، مؤكداً أن فقد إنسانًا عزيزًا مثله مفجع وخسارة.
وقال شرف السعيدي - أحد رؤساء خيرية مضر السابقين -، ”فجعنا كما فجع المجتمع القديحي كافة بفقد الدكتور مجدي سيد عبدالحميد، الذي عاش أكثر من نصف عمره في القديح، حيث مضى على قدومه أكثر من 31 سنة كان فيها مخلصًا ومحبًا للقديح وأبنائها أمينًا في عمله ودودًا في تعامله“.
وذكر بأنه كان يُكرس وقته في خدمة المستوصف وتطويره حتى من وقته الخاص، فقد كان يتابع أمور المستوصف حتى في خارج الدوام، مقدمًا مصلحة المستوصف على مصلحته الشخصية.
ونوه إلى أنه يخاف على سمعة المستوصف كخوفه على عائلته، فقد كان يعتبر المستوصف ملكًا له، يفرح لأي تطور يحصل فيه ويحزن لأي تأخر في مسيرة المكان، ويحمل هم العمل ويتحمل الضغوط مهما كانت في سبيل المصلحة.
وتابع: الدكتور كان يتابع أعمال المستوصف مع كل الأجهزة، ويحاول جادًا في درء ودفع أي ضرر محتمل يؤثر على سمعة المستوصف ومسيرته، وفي أغلب إجازاته كان ينجز أعمالاً للمستوصف دون مقابل.
وأشار إلى أنه تربطه علاقة حميمة بأبناء المجتمع يحترم الكبير ويقدر الصغير ويقدم النصح والإرشاد لكل من استشاره، محبًا للجميع وأحبه الجميع لحسن أخلاقه وتواضعه واهتمامه بأحوال المجتمع، مشاطرًا إياه أفراحه وأتراحه.
وأكد بفقده خسرت القديح شخصية ذابت فيها وخسر المستوصف عمدًا رئيسيًا في مسيرته وداعمًا مهمًا لتطوره، وقال: ”ففقده فعلاً خسارة لن تعوض ولن تجد الجمعية من يملأ فراغه، من حيث الأمانة والإخلاص والتفاني وحب الناس والمكان فقد كان المؤسس المستوصف، لتنتهي حياته اليوم، التي قضاها محبوبًا مأسوفًا عليه“.
وذكر نائب رئيس خيرية مضر ومقرر المستوصف علي الغزوي، أن الدكتور مجدي مديرًا طبيًا للمجمع منذ تأسيسة عام 1406 وحريص على مصلحة المجمع، مؤكدًا ”هذا ما لمسته منه في جميع الإدارات المتعاقبة على المجمع“.
وأشار إلى احترامه للوقت سواء في الدوام أو في عودته من الإجازات، وقال: اعتدنا عليه كثيرًا في إجراء المقابلات مع الأطباء، حيث كانت مصلحة المجمع نصب عينه في اختيار الأصلح، كذلك الدقة في العمل وأخذ الحيطة والحذر، كطبيب ومدير طبي، حتى لا تتعرض مصلحة المجمع لأي خطر.
وأوضح بأنه يتعامل مع مقرري المجمع وباقي أعضاء المجلس كإخوان بكل احترام، حيث كان كثيرًا ما يكرر هذه العبارة: ”المجمع بذرة زرعناها ولن نسمح لأحد يحطمها“، وقال: إن نفسه في العمل طويل جدًا ولا يتأخر عن الحضور للمجمع، كلما احتاج العمل لذلك، حتى أنه في حالة وجود عجز في الأطباء يغطي جزءًا كبيرًا من وقته.
وذكر بأنه بالرغم من الاختلاف معه في وجهات النظر، إلا أنه كسب ود الجميع فالكل يحترمه ويقدر جهوده، مؤكدًا سيترك رحيله فراغًا كبيرًا في المجمع، نرجوا من الله أن يهيئ من يسد هذا الفراغ.