رياضيون يُطالبون بمنح الشباب فرصة رئاسة الأندية الرياضية
طالب رياضيون بمنح الشباب فرصة رئاسة الأندية الرياضية، مؤكدين على ضرورة آرائهم التي كشفوا عنها على إثر حوار أجرته «جهينة الاخبارية» فيما يختص ب «حب التملك وأثره السلبي في العمل الاجتماعي والتطوعي».
ورأى رئيس نادي مضر السابق إبراهيم الزين، أنه لابد من التجديد ومزج روح الشباب بخبرات الأقدمين، وفتح المجال لهم ليكونوا فاعلين في أنديتهم.
وقال بأنه من مؤيدي التغيير في مجالس إدارات الأندية وأن تكون من فئة الشباب، مطالبًا بالتغيير التدريجي، وليس الزج بالشباب دفعة واحدة من دون خبرات، ومؤكدًا أن المؤهلات لا تكفي في هكذا نوع من الخدمة.
وبين أن أسباب التمنع كما يراه من خلال تجربته الشخصية، هو الجانب المادي كسبب أولي، حيث أنه شخصيًا لم يواجه صعوبة في إقناع مجموعة خيرة من الشباب الأكفاء للدخول لإدارة نادي مضر بعد انتهاء فترة الإدارة الحالية.
وذكر بأنهم لم يمانعوا، إلاّ أنهم متوجسون خاصة من الجانب المادي الذي يجعلهم لا يقدمون حتى يتأكدوا أنهم لن يتحملوا أي مديونيات أو تبعات مادية لاحقة في النادي، لعدم استعدادهم للدفع من جيوبهم.
وأكد أن هذين السببين كفيلين بامتناع جميع الفئات وليس الشباب فقط عن الترشح.
وأوضح عدم وجود فرق بين الرئيس والمرؤوس في المؤسسات الاجتماعية، لافتًا إلى أن المناصب عبارة عن اتفاق داخلي في ما بينهم قبل أو بعد الانتخاب، وقال «إن العمل الإجتماعي عمل جماعي وليس فردي، حتى لا يكون هناك اتكاء على المسؤول الأول».
وشدد على أن المهم هو أن تتخلص الأندية الرياضية من الفئوية والمصالح الشخصية، سعيًا إلى تغليب المصلحة العامة.
وبين عدم وجود ما يسمى في الرياضة ”حب التملك“، مشيرًا أن ذلك لو وجد، فإنه في الرياضة الاحترافية فقط، وهو ليس تملكاً، بل خصخصة، كما هو مخطط له في الهيئة العامة للرياضة حالياً، مؤكدًا بأنه أمر طبيعي جدًا، حيث أن لغة المال، هي اللغة التي تتكلم.
وأوضح أهمية عدم إغفال الجمعيات العمومية والانتخابات أو التزكية التي تحدث، وما تؤول له النتائج، وقال «هنا يوجد حالتين، أولها الانتخابات التي تؤدي الى انتخاب أفراد بعينهم كل مرة، بسبب التكتلات الشخصية، نتيجة العدد المحدود لأفراد الجمعية العمومية، والذي لا يخرج عن الأعضاء الذين يمثلون مجالس الإدارات، ومن حولهم من المؤيدين».
وتابع توضيح السبب الثاني الكامن في التزكية، وذلك بسبب العزوف عن المشاركة أو الترشح، للأسباب المختلفة، التي من أهمها الأوضاع المادية، وخاصة للأندية التي ليس لديها داعمون، وهي أندية الظل لدينا، ابتداء من الدرجة الأولى فما دون.
وأضاف بأنه من خلال هذا الوضع يتضح أن المعنى الذي يفترض أن يقال هو الاستئثار وليس التملك، موضحًا أن الاستئثار من قبل البعض، الذين يهيمنون على الوضع، فهم الذين يعينون ويقيلون، ويساندون وجود أفراد، مثلاً في إدارة فرق الأندية بلا أجل محدد.
ودعا إدارات الفرق أن تبعد اللاعبين عن هموم ومشاكل الإدارات إن وجدت، مشددًا على وجوب أن يتعامل اللاعبين أيضًا مع أي مدرب أو إداري معين من قبل مجالس إدارات الأندية، وأن تكون حدودهم، هي الملعب، وإن كانت ثمة ملاحظات، فإمكانهم نقلها عن طريق إدارة الفريق.
وأكد أن الاستئثار عملية خاطئة من الأساس، وبالتالي لن يكون هنالك فريقًا مثاليًا، بل مجرد فرق تتهاوى بسبب سوء الإدارتين العليا والتنفيدية، متمنيًا تصحيح أوضاع الأندية بطريقة هرمية، مستردفًا «حيث على الهيئة العامة للرياضة أن تتبنى ذلك، والتي عليها أن تأخذ بجدية مطالب الأندية الضعيفة بعين الاعتبار والاهتمام، وخاصة الجانب المادي بحيث ترجع الأوضاع كما كانت في دعم الأندية جميعًا».
وقال بأنه ليس هناك مؤسسة تستطيع العمل وتنتج بدون مادة كافية ومستمرة لأنه لا يوجد مداخيل للأندية الرياضة سوى عن طريق الهيئة العامة للرياضة.
وذكر رئيس نادي النور حسين العبكري، أن ”حب التملك“، هي بالطبع صفة موجودة في الوسط الرياضي وغيره، موضحًا ولكن لا يمكننا التعميم بها على الجميع ولا على الأغلب، لأنها لا يمكن أن تكون في جميع الأندية.
وطالب بمنح الشباب فرصة أن يكونوا رؤساء أنديتهم، فحال توفرت لدى الشباب القدرة والشجاعة على تحمل المسؤولية.
وأكد على كونه من المؤيدين وبقوة أن يكون للشباب دور في مجالس إدارات الأندية، ليمسكوا زمام الأمور، سعيًا بتحقيق ما يصبوا إليه المجتمع والجماهير.
وأعلن بأنه واثق جدًا من نجاح جيل الشباب وتحقيقه ما يتطلع له الجمهور وأبناء المجتمع.
ونوه إلى أن إدارات الأندية لا تستغني عن الخبرات السابقة، موضحًا بقوله «ولكن لا يعني ذلك أن يكون ذوي الخبرة في المنصب القيادي أو المنصب التنفيذي، ومن الممكن أن يكون في المنصب الاستشاري».
ودعا الشباب للدخول في مجالس إدارات الأندية، مشيرًا إلى عقبتين ستواجههم، الأولى تكمن في الخوف من الفشل، قائلًا «وهذا إيجابي، لأنه سيسعى للنجاح، والسلبي الذي يعنى بالخوف من الهزيمة الرياضية والتراجع، ثانيًا الخوف من تحمل المسؤولية».
وأشار إلى أن - حب التملك - ليس موجودًا في نادي النور، مؤكدًا طالما أن الإدارة حازمة فلن يكون لهذه الصفة وجود.
وبين بأنها بحد ذاتها طبيعية في بعض البشر ولا يمنع من تقديم النصح والمشورة أو إقامة دورات تثقيفية، وإن لم ينفع ذلك لابد من اتخاذ قرار حازم لرفض ذلك.
وأكد مشرف كرة اليد بنادي مضر علي مرار، بأنه في المجال الرياضي لا يوجد شيء اسمه ”حب التملك“، خصوصًا في أندية الظل لعدة أسباب، منها كون العمل تطوعي وخدمة اجتماعية يقدمها الشخص لناديه ومجتمعه، كذلك التعاون والدعم الذي تلقاه مسيرة المنظومة لمواصلة العمل.
وتابع بأن من الأسباب الأهداف التي يعمل من أجل تحقيقها في مسيرة العمل في المنظومة، كذلك ابتعاد الناس عن الدخول في معمعة الأندية.
وبين في ما يخص الإداريين، فإن كان العمل قد حقق إنجازات وأهداف، فمن الصعب أن يتنازل الناس عنه، لافتًا والعكس صحيح، فإن لم يحقق الأهداف والطموحات، فإن المطالبة تكون من الناس بإقالته.
وذكر إن إقدام الشباب المتحمس وأصحاب المؤهلات العلمية مطلب لقيادة الأندية، لقربهم من أفكار الناس وامتلاكهم ”كاريزما“ تجعل الكل يقبل على الأندية، مبينًا بأنه في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها جميع الأندية، يصعب عليهم الدخول في دهاليز الأندية.
وقال «من يريد رئاسة النادي عليه أن ينخرط في الأندية، لتكوين نفسه لاكتساب الخبرات والاطلاع»، مؤكدًا أن الأندية أرضية خصبة لمن يجد لديه القدرة على التعامل مع الآخرين وخدمة المجتمع بغض النظر عن المرحلة العمرية.
وأشار إلى أن المشكلة التي تواجه معظم القائمين على الأندية، هي اختلاف وجهات النظر بين الناس، مؤكدًا أن النجاح مطلب وإقناع الناس رغبة والتواضع سمة والأهم النزول إلى الشارع الرياضي للتعايش مع الناس والاستماع لوجهة نظرهم، ليبقى - حب التملك - ليس موجودًا، فرغبة الناس هي من تحدد.
وأكد أن الدورات والندوات في الفكر الرياضي ضرورة ملحة، خصوصًا للمسيرين كي لا يكون فكر اللاعب أعلى من مستوى فكر الإداري، وبالتالي يصبح العنصر الإداري المنفتح تعليميًا قادرًا على قيادة منظومة العمل بكل أريحية.
من جهته بين الأخصائي النفسي والأسري سلمان الحبيب، أن ماهية ”حب التملك“ كتعريف لغوي ونفسي، يعنى بكونه غريزة طبيعية لدى الإنسان ولكنها قد تبدو حالة غير صحية حينما تزيد عن الحد الطبيعي، الذي لا يسمح فيه الفرد للآخر بمشاركته أو الأخذ منه.
وأكد بأن - حب التملك - غريزة طبيعية لدى الإنسان ولكنها تعد حالة غير صحية، حينما يكون اهتمام الفرد بذاته فقط دون غيره.
وبين بأنه يمكن لحب التملك أن يكون دافعًا للتميز، حينما يكون ضمن حدوده الطبيعية، مشيرًا إلى أن له آثارًا إيجابية أخرى، منها الحفاظ على الممتلكات الخاصة والاهتمام بها.
وقال إن التعدي على ممتلكات الآخرين ينطبق على الجانب السلبي في حب التملك وله ارتباط بالعدوانية، وقد يكون أسلوبًا تنفيسيًا للكبت أو رغبة في إبراز الذات أو بسبب الغيرة أو محاولة لتحويل الغضب من موضوع لموضوع آخر متصل بممتلكات الآخرين.
وأجاب على أن التمسك بالمركز في العمل الاجتماعي والتطوعي ”كرئيس مشروع أو لجنة ما“، وعدم فتح المجال للآخرين، تعد هذه الحالة متصلة بحب التملك ولكنها مرتبطة أكثر بالأنا المتضخمة الراغبة في الاستحواذ أو الرغبة في الظهور أو في التقدير أو في التسلط على الآخرين، لإشباع الأنا وقد يتصل الأمر بحالة اضطراب نفسي مثل البارانويا، الذي يتصف فيه صاحبه بداء العظمة، الذي يشعر من خلاله بأنه الأحق بالسلطة مع بعض الهذاءات التي يراها هو حقيقة لا شك فيها.
وبين أن ”حب التملك“ ليس اضطرابًا وليس شيئًا مخيفًا، موجهًا أهمية ترويض تلك الغريزة من قبل المربين والآباء، بحيث يكون الفرد كائنًا اجتماعيًا متعاونًا مع الآخرين ومحبًا لهم.