الشيخ الصفار يؤكد على مرجعية العقل والقيم لتقويم الأفكار
قال الشيخ حسن الصفار ان الإنسان وخاصة في العصر الحالي يستقبل زخما من الأفكار والآراء، وهو ما يحتم على كل فرد ان يبذل مجهودا أكبر في إعمال عقله لاختيار أو رد هذه الموجات من الأفكار.
كلام الشيخ الصفار جاء خلال الندوة الأسبوعية التي يقيمها سماحته في مجلسه الأسبوعي مساء يوم الجمعة وجاءت تحت عنوان: ”منهجية القبول أو رفض الأفكار“ ويحاوره الاعلامي عبدالباري الدخيل.
وأشار الشيخ الصفار ان مستوى الإنتاج الفكري والمعرفي والثقافي عند البشرية تضاعف كثيرا، وكل يوم يجد الإنسان نفسه أمام عدد كبير من الآراء والأفكار، وهذا يحتم ان تكون للإنسان ضوابط ومعايير لاختياره لفكرة أو رده لها.
وأضاف ان الإنسان أمام هذه الحالة يحتاج ان يتأمل أهم الضوابط الأساسية لتقييم الأفكار وهو إعمال العقل، وهو بدوره بحاجة إلى المعلومات. كما يحتاج ان يعرضها على المبادئ والقيم التي يؤمن بها.
لافتا إلى ان هذا ما يؤكد عليه القران الكريم في وجوب ان يتأمل الإنسان ما يطرح عليه من أفكار وأراء ومن ثم يقرر ماذا يختار.
وأكد ألا مشكلة في ان يقتنع الإنسان بفكرة ويكتشف لاحقا أنها غير صائبة. مستشهدا في هذا الأمر بالجانب ألاعتقادي، والذي يؤكد عليه العلماء في ان الإنسان لا يؤثم لو اعتقد بأمر اجتهاداً أو تقليداً ثم تبين خطاه.
وشدد الشيخ الصفار على وجود خطين أحمرين في موضوع الأفكار ”هما أصول الدين، وما يثبت انتسابه للدين“.
ومضى يقول: ”لابد ان تكون هناك مرجعية للمصادر الدينية من اجل معرفة ان هذا التشريع من الدين أم لا“.
في المقابل رفض تقويم الفكرة على أساس الموقف من قائلها، مؤكدا ان الدين يوجه بالتعامل مع الفكرة كفكرة بعيدا عن قائلها، لكن البعض من الناس ينظر إلى قائل الفكرة حتى يطلق حكمه عليها، ولا يكلف نفسه النظر للفكرة.
وعن عدم توفر أدوات البحث والمعرفة لتقييم الأفكار لدى كافة الناس، بين الشيخ الصفار ان الإنسان عقلا حينما لا يعلم بأمر، يعود لأهل الاختصاص.
وأكد الشيخ الصفار ان الموقف تجاه من يحمل أفكارًا خاطئة لا يعني المقاطعة والخصومة، مشيرا إلى ان الدين يشجع على العلاقة مع الديانات الأخرى، فكيف بالعلاقة داخل الدين الواحد، بل داخل المذهب الواحد.
وتابع ان هناك سوء فهم حول الروايات الدينية التي تتحدث عن البدع والابتداع. مؤكدا ان المشكلة الأساس هي وجود عقد نفسية وسوء خلق عند البعض، لكنها تعطى لباسًا دينيًا للتبرير.