أمسية شعرية تجمع الغريب والحمادي والرهين بصفوى
اطلقت لجنة التنمية الاجتماعية الاهلية بصفوى وبالتعاون مع منتدى جاوان الأدبي اولى فعالياتها للموسم الحالي تمثلت بأمسية شعرية مساء أمس الاول جمعت الشعراء ياسر آل غريب ومحمد الحمادي وسعيد الرهين.
أدار الأمسية التي تكونت من ثلاث جولات الشاعر احمد علي، وكان واضحا ان الشعراء الثلاثة يمتلكون قدرات فائقة على تحويل التأملات الانسانية والذاتية والاجتماعية الى جمل مصاغة باحتراف عبر مفردات سلسة ودون تقعير في اللغة ولا جري خلف القواميس المعتمة.
بداية الجولات كانت مع الشاعر محمد الحمادي الذي ألقى مجموعة من القصائد الشعرية تنوعت بين الغزلية والوجدانية، من بينها قصيدة «تمتمات الرمل» قال فيها:
تسابيحنا شك وأحلامنا شعر
وحين انبلاج الصبح يسكننا الفجر
نرمم أشلاء على غير عادة
كأنا ولدنا في مجاديفنا نهز
على هذه الخلات تنمو عروقنا
فيمتد للآمال من بوحها سر
هناك امتداد لماء صمت موشح
يخيط مسافات، فيوصلنا الجسر
لثمنا تراب الحب في رح ثغرنا
فكل تفاصيل يرتلها ثغر
ضحكنا مع الدنيا ليشتد عودنا
وصرنا ضبابيين أوهامنا فكر
وعن الامسية قال الشاعر محمد الحمادي: «جميل ان اشارك في أمسية بهذا الحضور والتنظيم المميز، فرغم صخب وضجيج الحياة يبقى الشعر الملاذ الآمن والروح التي تسكن هواجسنا، ومشاركتي في الأمسية جنبا الى جنب مع شعراء مبدعين أعطى لها جمالا أكبر لأن القصيدة جمعتنا، اتمنى ان تستمر أمسيات الشعر لأننا بحاجة لتوزيع الحلوى التي ترتقي بالذوق فالشعر ديوان العرب ولا يزال».
ثم كان دور الشاعر ياسر آل غريب والذي القى مجموعة قصائد شعرية كان معظمها بين الوجدانية والفلسفية والوطنية، ومنها قصيدة بعنوان «نصف معنى» قال فيها:
أمضي إلى نصف معنى في قواميسي
واجتني ما تشظى من أحاسيسي
وأتبع الجانب المخبوء منطلقا
حتى أمر على شتى التضاريس
أهوى الجمال، وحسبي ريشة بزغت
سحرا لعيني من ريش الطواويس
أمسكت بالشعر وهاجا، أطوف به
كسارق النار في أعلى الفراديس
وأكد الشاعر ياسر آل غريب للزميل حسين السنونة في صحيفة اليوم ان المجتمع مرتبط بالشعر الذي يمتلك حضورا بأكثر من شكل وفي اماكن متعددة.
وقال: «تعودنا أن تكون الامسيات في الاندية الادبية او جمعيات الثقافة والفنون، ولكن هذه المرة رأيناه متجليا في لجنة التنمية الاجتماعية بصفوى، وهو بهذا يأخذ بعدا اجتماعيا ايجابيا، حيث استطاع المنظمون أن يستقطبوا فئات عديدة، وهذا يعد مكسبا حقيقيا في هذه الفعالية لصنع ذائقة أدبية راقية تتوزع بين الأجيال، وما رأيته أن الحضور متنوع فهناك الأديب الكبير وبجانبه الشاب الذي للتو بدأ يطلع على عالم الأدب».
فيما كانت مشاركة الشاعر الثالث سعيد الرهين غزيرة بالكلمات إضافة لتمكنه من لغته خصوصا في قصائده الوجدانية ومنها «قد ظفرت بذاتي» التي قال فيها:
لا تنظري شزرا إلى قسماتي
لا ترمقي التجعيد في وجناتي
يا فتنة الماضي المسربل بالأسى
ها قد سطوت على ربيع حياتي
أعطيت حبي والقوافي والمنى
وحصلت منك على فتات فتاتي
وقبيل نهاية الامسية أكد الشاعر محمد الرهين المعروف بنشاطه الاجتماعي عدم وجود أي تعارض بين «العمل الاجتماعي» المطلوب من كل إنسان و«الشعر» الذي يرتفع بكل مجتمع بما فيه من أعمال.