180 قدرة ذكاء لدى الانسان
المبيوق: الثقافة والإعلام والعادات والتقاليد تؤثر على أنماط التعليم والتحصيل لدى الطلبة
اكد البروفيسور رضي المبيوق ”أستاذ علم النفس التعليمي في جامعة شمال أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية“ 180 قدرة ذكاء ضمن الكفاءات المتعددة للإنسان ضمن تجارب علمية مثبتة.
وأستشهد بتجربة علمية حول سيكولوجية التحفيز أجريت في مدينة بيرمنجهام بولاية ألباما أن الأعضاء المصابة والمعطلة في جسم الانسان قد تستجيب عندما يتم تحفيزها نفسيا، لافتا الى أن الطالب قد يصاب بإعاقة نفسية يحتاج إلى تحفيز لمعالجتها.
ونفى خلال ندوة ”الاتجاهات الحديثة في علم النفس التعليمي“ في منتدى الثلاثاء الثقافي، أن يكون للعمر أثر في التعلم وانحدار التحصيل، مؤكدا أن ذلك أسطورة وأن قدرات الإنسان إن لم تستخدم فإنها تضمر تدريجيا.
وأوضح، أن الثقافة والإعلام والعادات والتقاليد تؤثر على أنماط التعليم والتحصيل وخاصة عندما يكون هناك ازدواجية بين المدرسة والمجتمع.
وبين، أن دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مفيد جدا شريطة أن يكون المدرسين مؤهلون تأهيلا مناسبا، وأن بعض النظريات يصعب تطبيقها من بيئة لأخرى مع أن هناك مشتركات إنسانية وعالمية عامة.
وتطرق الى كيفية التعلم والمؤثرات التي تتحكم فيها وتؤثر عليها، موضحا أن ذلك من المواضيع التي تشغل اهتمام الباحثين، ومن بينها سيكولوجية التحفيز مثلا كأحد المواضيع التي يشتغل عليها.
وبين أن العملية التعليمية تتركز في أبعاد ثلاثة هي المدرس والطالب والمنهج مع وجود محيط يجمعها يطلق عليه البيئة التعليمية، وأوضح بالتفصيل دور كل منها.
وأشار الى ان المدرس يمكنه أن يكون مؤثرا في العملية التربوية بصورة محفزة اذا ما امتلك القدرة والمؤهلات التي تجعله مساهما في إيصال المعلومات باستخدام وسائل التعليم المناسبة ونسجه علاقات إنسانية فاعلة مع الطلاب.
وأوضح أن المنهج ينبغي أيضا أن يتناسب مع مستوى الطالب وميوله واتجاهاته، وقادرا على خلق التحفيز الإبداعي لديه.
وتناول البعد الثالث والأهم وهو بعد الطالب باعتباره الركيزة الأولى التي تعتمد عليها العملية التعليمية، مبينا أن هناك نموذجان من الطلبة يختلفان من حيث علاقتهما بالعلم، فالأول يدرس لأهداف مختلفة أما النموذج الثاني فهو من يتعلم لأجل العلم نفسه، وكل نموذج يمتاز بسمات وسلوكيات مختلفة عن الآخر.
وأوضح أن النموذج الثاني - الراغب في التعلم لذاته - هو الأسمى، وأن هدف العملية التعليمية هو نقل الطالب من النموذج الأول إلى النموذج الأسمى.
وفصل المحاضر في سمات وخصائص كل نموذج من المتعلمين.
وأوضح أن معظم الطلبة هم من النموذج الأول ومن صفاتهم انتظار مدح وتحفيز من الآخرين، وهم من يبحثون عن مختلف السبل للوصول إلى التميز حتى لو كانت خاطئة أو غير مشروعة، كما أن من خصائصه أنه لا يجيد التحكم الذاتي في التعلم، بل يستعين بآخرين لمساعدته في ذلك.
وأكد على أن هذا النموذج يعتمد على وسيلة الحفظ كمهارة أساسية لديه، ويبحث عن الفرص التي تجعله يبدو قادرا وجديرا، كما أنه يبدي الفخر عند اكتساب مهارات بسيطة وليست عميقة، ويحذر من الفشل، ويشارك في النقاش طالما كان شعور الآخرين عنه جيدا وايجابيا، كما أنه أكثر عرضة للانعزال عن الأنشطة الموجودة في المدارس.
وبعد أن وضح البروفيسور المبيوق سلم مهارات التعلم - حسب تصنيف بنجامين بلوم - وهي الحفظ والفهم والتطبيق والتحليل والتقييم وإنتاج أفكار جديدة، انتقل للحديث عن خصائص النموذج الثاني من الطلبة.
وأوضح أنه يتميز بالتحفيز الذاتي، ولا ينتظر تقييم الآخرين، وأنه تنمو لديه الجدارة والقدرة بصورة متدرجة، ويختار الفرص المليئة بالتحديات، ويبدو عليه الملل عندما تكون المادة سهلة، وهو تواق لمعرفة المواطن التي ينمو فيها.
وأضاف المحاضر أن هذا الصنف من الطلبة يبدي ارتياحا وانفتاحا على فرص التعلم، وقدرة على تفهم الأخطاء باعتبارها جزءا من التعلم، وينظر للمعلم كمرشد وليس كخزان معلومات، وتبدو عليه مظاهر السعادة كلما تقدم خطوة للأمام، وهو كذلك أكثر حبا للمدرسة والانخراط في أنشطتها.
وأكد الدكتور المبيوق أن دور العملية التربوية والتعليمية هي العمل على الانتقال بالطلاب من الحالة الأولى - المنشرة كثيرا - إلى الحالة الثانية وهي الأعلى والأسمى.
وأشار إلى أن الطالب المبتدئ حتى مرحلة الثالثة الابتدائي تكون لديه الميول والمؤشرات على كونه من النموذج الأول لكن البيئة المحيطة به كالمدرسة والبيت قد تدفعه لأن يتحول للنموذج الأول.
وتناول المحاضر البرامج العلمية والتجريبية التي تطرح في الولايات المتحدة لهذا الغرض، والتي من بينها دراسة حديثة تم عملها في جامعة ستانفورد لطلبة من مستويات ثاني متوسطة لأول ثانوي استمرت مدة تسعة أشهر كان هدفها تشخيص أي من النمطين يتبع لهما الطلبة المبحوثين.
ولفت الى ان هؤلاء الطلبة خضعوا بعد ذلك لبرنامج صيفي مكثف من خلال دروس يومية تهتم بالتركيز على الجهد الذكي وليس على القدرة، والاهتمام بالتغذية الراجعة بصورة مباشرة ودقيقة، والتركيز على أساليب التعليم الجماعي والمناقشات المفتوحة، والاعتناء بالمقاييس عبر نماذج محددة. وقد نتج عن هذه التجربة تحولات ملحوظة في خواص الطلاب وتحولهم أكثر للنموذج الثاني.
وشاركت الفنانة ليلى نصر الله في الندوة بالتعريف عن تجربتها الفنية وألقت كلمة شرحت فيها تصورها للعمل الفني.
واكدت على دور الفن في فهم الحياة وفي التعبير عن مختلف المشاعر والأحاسيس الإنسانية، حيث أقامت معرضا فنيا لافتا في المنتدى موضحة مسيرتها الفنية.
كما شارك كل من الاخصائية النفسية بشرى المحروس والاخصائي النفسي مصدق الخميس في التعريف بمجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية والتي تقدم العديد من البرامج والخدمات الاستشارية النفسية والاجتماعية، وتساهم في توعية المجتمع بمختلف السبل والأساليب.