رمضان وعشوائية الصيام
تكثر في العشر الأواخر من رمضان حالة ربما في الخليج فقط، أو العالم العربي، «فلم يسبق لي السفر للعالم العربي في رمضان»، كثرة الازدحام على الأسواق لاستقبال «العيد»، الذي نكتشف أنه سيكون في آخر الشهر، وأننا لم نجهز أنفسنا وأطفالنا لاستقباله.
مشهد يتكرر كل عام، في نفس الموسم، الحوادث بكافة أنواعها «السيارات، والأسر، والمارة» جميعهم يصبحون في حالة يُرثى لها، وحينما تُلقي بالسؤال على أحدهم تأتيك الإجابة إما أنه «صائم «وكأن لا أحد غيره «يصوم «أو «بقي على رمضان سبعة أيام «؟!
لماذا نعيش دائما في تلك الفوضى ولا نتعلم من السنة الماضية؟ ربما في المدن الأخرى تجد تلك الخيم الرمضانية التي تشعر زائرها بقدوم رمضان، وازدحام الحضور فيها، بين السمر والقمر، بينما نزدحم في مدننا على المجمّعات التجارية «التي لا نملك مكانا آخر يمكن الذهاب له غيرها»، مما يجعلنا نشعر بأننا نسير في شوارع مكة المكرمة أثناء المواسم؟
لعلي أتحدث في بعض الأحيان عن فلسفة التخطيط والتنظيم لحياة الإنسان، ومن يعيش على العشوائيات سيظل يتجرع نفس الكأس لا يغيره كل عام، ينتظر موسم التسوق والدراما والغفران؟ وما بعد الموسم يعيش حالة من الفوضى المستمرة كسابقتها من الفترات.
لذا تصبح جميع الأشياء بالنسبة لنا غالية الثمن «الملابس، وتذاكر السفر… «، وسبق لي أن كتبت عن المجتمع الغربي والتفكير الإستراتيجي والتخطيط «من الدولة للمواطن»، فهم يخططون لمدة عام، السفر، الإقامة، الملابس، الكماليات، حتى الأسلحة، واضعين خططا احتياطية في حال وجود تغيّرات استراتيجية، لكنه تعلّم كيف يخطط.
بالنسبة لنا دروسنا تظل محفوظة في الخطب والكتب المدرسية، أو الورق الذي لا نستطيع الاعتماد عليه في إيصال ما نريد من أفكار، لذا يصبح المواطن ضحية الاستنزاف اليومي لحياة غير مخططة لا تعرف للتخطيط معنى. وكل رمضان وأنتم بخير.