آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

مركز إيلاف.. الريادة والطموح

حسن آل جميعان *

زرت مع مجوعة من الطلاب مركز إيلاف لرعاية وتأهيل الأطفال المعاقين بصفوى لتعرف على أنشطته وبرامجه التي يقدمها لذوي الاحتياجات الخاصة حتى يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم ودمجهم في المجتمع بشكل طبيعي، أعلم أن ما يقوم به هذا المركز الذي تأسس عام 1418 للهجرة مهمة صعبة وكبيرة جدا ولكنه أخذ على نفسه بأن يدخل غمار التحدي وهو بفضل الله تعالى يحرز تقدما في هذا المجال من خلال ما يعمل ويقدم من أجل هذه الفئة العزيزة على قلوبنا جميعا.

مركز إيلاف الذي تديره الأستاذة عالية فريد هو المركز الأول من نوعه في منطقة القطيف الذي يهتم بهذه الشريحة الاجتماعية شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة التي لا تلاقي الاهتمام المطلوب والرعاية التي يحتاجونها بشكل جيد يراعي ما يعانون من إعاقة قد تكون عائق إذا لم يكن هناك من يرعاهم ويهتم بشؤونهم حتى يتمكنوا من تجاوزها أو كيفية التعامل معها في حياتهم اليومية سواء فيما يتعلق في المنزل أو خارجه وهذا لا يتحقق إلا بالرعاية والاهتمام والتأهيل.

أتذكر وأنا أكتب هذه المقالة القصيرة وجودي في الولايات المتحدة الأمريكية عندما كنت مرافقا لزوجتي هناك كنت أشاهد مدى الاهتمام الذي تحصل عليه فئة ذوي الاحتياجات الخاصة لا أريد هنا أن أتكلم عن البنية التحتية المهيأة لهم من شوارع وجزء من النقل العام مخصص لهم وأماكن مخصصة لوقوف ذوي الاحتياجات الخاصة لا أحد يقف فيها ليس لأنهم لا يستطيعون فعل ذلك أو خوفا من القانون لا، بل هناك شعور بأن هذا المكان من حقهم لا يجوز التعدي عليه أو الوقوف فيه إضافة إلى أن هذه الشريحة من الناس محترمة ولها كل ما يحقق وجودها وكيانها واستقلاليتها حيث من الطبيعي هناك أن تجد شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة يقوم بكل أعماله تقريبا بنفسه وقد يسكن أيضا بنفسه بسبب أن المجتمع الأمريكي هناك كفل له توفير ما يحتاجه لكي يتجاوز إعاقته ومحنته التي خلق بها، المجتمع هناك يساعد الفرد على تجاوز مشاكله حتى يتمكن من الإبداع وممارسة حياته بشكل طبيعي.

مركز إيلاف وغيره من المراكز التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة علينا تقديم يد العون لها حتى تتمكن من الاستمرار وتقدم المزيد من إمكانيات لهذه الفئة وهذا لا يتحقق إلا بتعاون الجهات ذات الشأن كوزارة الشؤون الاجتماعية وغيرها من الجهات ذات الشأن بالعناية والاهتمام أكثر بهذه المراكز خاصة وأنها تقوم بحمل كبير جدا حتى تأهل وتنمي المهارات اللازمة لهذه الشريحة من الناس لكي يتمكنوا من ممارسة حياتهم الطبيعية قدر الإمكان، إضافة إلى المجتمع حيث على كاهله دور كبير خاصة فيما يتعلق بالتوعية والتثقيف بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة حتى تتمكن من الاندماج في المجتمع وممارسة حياتهم من دون مشقة أو نظرة عطف أو شفقة من أحد ما يريدونه فقط هو الاحترام ومعاملتهم بإنسانية.

في الختام ستيفن هوكينج الفيزيائي المعروف لو تم التعامل معه بنظرة شفقة أو عطف لرأيته عاجز عن عمل أي شيء وحرمنا نحن البشرية من الاستفادة من علمه وإنجازاته التي عجز الأسوياء عن تحقيقها كل هذا بفضل الثقة والاحترام التي حصل عليها ستيفن هوكينج من القريبين منه والمجتمع الذي وفر له ما يحتاجه حتى يتمكن من تجاوز إعاقته إلى عالم العلم والابداع.. هناك سؤال يتكرر في عقلي بشكل دائم هل هناك ستيفن هوكينج بيننا؟ ربما اتمنى أن يكون الجواب في يوم من الأيام «نعم».