العيد والوقفات الإنسانية
يحتفل العالم خلال هذه الأيام بعيد الأضحي بين أضحية ذهبت في عمق البحر، وأخرى تنتظر الغرق.
إن عالمنا العربي اليوم أصبح يعاني من معضلات داخلية ومع مرور الوقت أصبحت مزمنة، حيث أصبح عدد المهاجرين بسبب الحروب «الشرق أوسطية» يفوق عدد الحروب العالمية «الأولى والثانية»، وأصبح العربي تائها ما بين الغابات وبين المحيطات بحثاً عن مأوى يستطيع من خلاله الشعور بالأمان تجاه أسرته الصغيرة.
هل هذا هو العيد الذي حلمنا به مع دخول الألفية الثالثة وما بها من تطور تقني وعلمي تتفوق به دول العالم التي تجتمع بين الحين والآخر على طاولة مفاوضات «جنيفية»، تبحث عن حلول «شرق أوسطية»، أو زيارات مكوكية يتفق من خلالها رؤساء البلدين على ترسيخ العلاقات «التدميرية»، وصورة تذكارية يحتفظ بها هذا الزعيم أو ذاك، ليقول فيما بعد إنه ساهم في حل «أزمة نووية».
ومن خلال الشبكة العنكبوتية نستطيع العودة لقراءة كثير من التحليلات الاستراتيجية التي تنبأت بما نحن فيه اليوم، ولكننا تعودنا على قراءة «140 حرفاً»، والذهاب في «عجة» دون معرفة للتفاصيل، وهذا الزعيم أو ذاك يصله التحليل لمئات الحروف مما استهلكته «أجهزتنا الذكية»، لممارسة «غباء إلكتروني» نفتعل من خلاله حروباً بين الشخصيات الوهمية.
**
علينا أن نتذكر في هذه الأيام من سقط مؤخراً جراء تلك الحروب والافتعالات التدميرية وذهب ضحيتها أناس كانوا يحمون الوطن على حدودنا أو ذهبوا ضحية قذيفة «متعمدة» على أمكنة سكنية استشهد من خلالها مواطن بريء وجرح وأعيق العشرات بسبب تلك المخططات بعيدة المدى، هؤلاء الذين ينامون على الأسرة البيضاء كم هم في حاجة لنا في هذه الفترة لأن نقدم لهم مجرد وردة بيضاء في مكان إقامتهم «المستشفيات»، نخفف بها آلامهم ونضع لهم أملا جديدا بأننا جميعاً نقدر تضحياتهم لأجلنا كي نستطيع العيش في لحظات «مرفهة» ونتنقل بين المطارات ونبحث عن اللحظات الجميلة، لذا علينا أن لا ننسى أن نشكرهم بهذه الزيارات التي لن تكلف من وقتنا كثيرا.
كما لا ننسى أسر وعائلات الشهداء الذين سقطوا جراء الاعتداءات الآثمة على بلادنا ومواساتهم من خلال زيارتهم وتقديم الكلمة الطيبة لهم وإشعارهم بأن من استشهد سيظل بيننا من خلال روحه السمحة التي ترفرف بيننا.
**
وجميل لو قدمنا أيضا وردا أبيض لرجال الأمن الذين يقفون في مثل هذه الأيام ليكونوا عيوننا الساهرة لننام قريري العين بينما هم في حالة يقظة ضد كل من يتربص بنا ويريد تدمير وحدتنا الوطنية. إن تلك المواقف الإنسانية البسيطة ستمنح الجميع قوة في التحمل يشعرون من خلالها بأن المواطنين يقفون إلى جانبهم ويساندونهم ولو بالكلمة الطيبة.
كل عام والوطن بخير..