آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

توفيق السيف من ضيق الطائفة إلى سعة الإنسانية

حسن آل جميعان *

أثارت تغريدة الدكتور توفيق السيف على حسابه في توتر عن حارث الضاري قبل أيام حفيظة الطائفيين الذين تسكنهم الطائفية البغيضة مما أدى إلى ردة فعل قوية اتجاهه لم تكتف بنقد التغريدة وحسب بل نالت من شخص الدكتور نفسه وهذا خلاف الدين والعقل والأخلاق التي يجب علينا جميعا التحلي بها حتى نحافظ على ما تبقى من انسانية الانسان فينا. طبعا هنا لا أحد ينفي حق أي فرد من ممارسة النقد وحرية التعبير عن الرأي لأن هذا حق مكفول للجميع ما نتحفظ عليه هو النيل من الشخص وكرامته حيث هذا يسمى اعتداء وليس تعبيرا عن الرأي.

من خلال متابعتي لما يكتب الدكتور توفيق سواء كتبه أو مقالاته أو ما يعبر به في شبكات التواصل الاجتماعي تجد هناك انحياز وتركيز كبير خاصة فيما يتعلق بقيمة الإنسان كإنسان بغض النظر عن انتماءاته وتوجهاته الدينية أو الثقافية أو السياسية وأن هذا الانسان حر ويمتلك عقل يمكنه من تحمل تبعات قراراته وخياراته التي آمن بها لذلك تجد الدافع الذي ينطلق منه الدكتور توفيق هو الحفاظ على الانسان وتجنيبه ويلات الصراعات الطائفية الكريهة إلى التسامح وتحقيق السلم الأهلي حيث يقول في مقالته ”أن تكون مساويا لغيرك“: «التسامح هو الاقرار بأن لكل انسان حق في اختيار ما يراه مناسبا لشخصه من فكرة أو اعتقاد أو طريقة عيش أو منظومة علاقات اجتماعية أو موقف سياسي أو تصور عن المستقبل. أرضية هذا المبدأ هي الايمان بعقلانية الانسان وحريته». وفي مقال ”الكراهية“ تجد الدكتور توفيق يرفض وينتقد الكراهية وتجارها وما تسببه من دماء ودمار لا يذهب أثره إلا بعد فناء الأرض والنسل يقول فيه: «لم يعد الأمر خيارا أو رفاهية. الدماء والدمار والدموع التي تقتحم عيوننا وآذاننا كل ساعة، على امتداد العالم العربي والاسلامي، نذير بأن مستقبلنا قد يذهب وقودا لنيران حروب تؤججها كراهيات انفلتت من رفوف التاريخ واستوطنت نفوسنا وحياتنا».

من خلال ما يكتبه أو يعبر عنه الدكتور توفيق السيف تجد هناك هم قد شغل فكره وضميره وهو الانتقال بالانسان من الاهتمام بالقشور إلى الاهتمام بالجوهر لأنه يدرك تماما أن سر تخلفنا هو نتيجة الانشغال بالأشياء الصغيرة وتقديمها على الأشياء الكبرى التي تنهض بالفرد والأمة، وهذا لا يتحقق إلا بتجاوز التراث المتراكم من الصراع الذي راح ضحيته الكثير من الدماء، والاهتمام بما يرتقي ويحقق الأمن والسعادة والرفاه للإنسان على هذه الأرض التي لم تعد تتسع لمن استخلفه الله عز وجل عليها بسبب تنامي الحقد والتطرف والارهاب.

من هنا فإن الدكتور توفيق السيف أراد من خلال ما يكتب ويعبر عنه إلى تجاوز ضيق الطائفة إلى رحاب أوسع وأرقى وهو فضاء الانسانية التي تشكل المشترك الرئيس الذي من الممكن أن نلتقي عليه بدل التشظي الذي نحن عليه حيث يقول في مقالته ”سجناء التاريخ“: «المجتمعات الناهضة قليلة الاهتمام بالماضي واحداثه، لأنها منشغلة باستثمار الحاضر وامكاناته، وهي أكثر واقعية واعتدالا في التعامل مع الغير... لأنها تقدر قيمة انجازات الانسان كما تقدر قيمة الزمن».

”إن الإنسان بقدر ما يزداد أخلاقية يزداد إنسانية“ الدكتور طه عبدالرحمن.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 7
1
حسين ال يوسف
[ القطيف ]: 18 / 3 / 2015م - 4:16 م
أتوقع ان المقال بعيد عن مايريدة الناس ان الموضوع تغريدة اخرجت الناس من القمقم لم نرى في تلك الفترة بوادر تذكر من احد الذين علقوا على التغريدة او نسميها التعويذة التي اخرجت الكتاب من السبات العميق فان الأمة تمر بفتنة كبرى الله يستر لو لم تحل الأمور بالحوار او تكريم الميت فلن نكون بخير ولنا في رسول الله قدوة حسنة فان من دخل دار ابى سفيان فهو أمن نأمل من الكتاب اخراج القلم من جيوبهم التي لم نراها الا وقت تكريم رمز حارث الضاري الذي يمثل فئة من مجتمع أثارة فتنة كبرى في المجتمع العراقي واليوم رحل وبعدها ماذا هل نحب ان تضل الفتنة او نسعى لحل الفتنة بالحوار كما حصل في لبنان وغيرها من الدول الذي أشعل الاستعمار فيها النار كما هو الحاصل في العراق ونأمل احترام رأي الآخرين لكل شخص رأي حر وليس شتم الآخرين
2
عبدالله أبوعزيز
[ القطيف ]: 18 / 3 / 2015م - 5:09 م
عندما نخرج برأينا لرأي العام في تعاظم الأزمة الطائفية لانطلب من الناس أن تكون مثاليين وكأنهم بعيدين عن الواقع ، ثم أن كل شخص يتحدث في الشأن العام عليه أن يتحمل سخط الناس عليه كما هو حال المسؤل الذي يدير شؤون دولة ، في رأيي بأن الكاتب لم يوفق عندما وصف المعترضين على الدكتور توفيق السيف بالطائفيين فهذا التوصيف غير دقيق ولربما يعبر عن حالة إنفعالية ، في الختام يبقى لدكتور توفيق السيف تقديره وأحترامه ونتمنى أن يستفيد من هذه الأخطاء خصوصا في مثل هذه الأوقات العصيبه التي تمر بها المنطقه.
3
حسين احمد
[ القطيف ]: 18 / 3 / 2015م - 7:13 م
ممكن مثلا يدعو الدكتور توفيق او صاحب المقال حكومة المملكة للافراج عن الشيخ النمر كبادرة لتعزيز اللحمة الوطنية ؟
4
علي الشيخ أحمد
[ القطيف ]: 18 / 3 / 2015م - 8:07 م
أحترم الدكتور توفيق وأرى فيه رجل حكيم ولكن أختلف معه في موضوع تكريم المجرمين

نعم الدكتور يتحدث من منطلق برغماتي حيث متطلبات السياسة ... ولكن ماذا عن الناحية الحقوقية ؟
5
حسين الحماد
[ جزيرة تاروت ]: 19 / 3 / 2015م - 2:13 ص
ان المساحة الممكنه والمتاحه للتعبير واثراء ثقافه حرية الرأي تضيف وتتسع حسب اختيار رمزية الموضوع وحساسيته
فهناك مشتركات لدى كل طرف وهناك ختلافات حول تلك الرمزيه وأين يضعوها في خانتها المناسبه فمن الرموز ما تشكل حاله جرميه بالدرجه الاولى بغض النظر عن اثنيته او قوميته او عرقه فستجد الطرف المندد كان يندد على اساس حالته الجرميه وليس على حاله طائفيه هنا كان الفرق واضحا بجلاء لمن هب مستنكرا لرمزية الحاله المسلط عليها الضوء وربما ما كان للطرف المؤيد لتلك الحاله الا ان ينعت مناوئيها بالطائفيه فلكل له وجهه نظر
حقا لنا التوقف عندها باحترام مراعاه لاحتترام وجهات النظر وبعيدا عن التجريح الشخصي
6
أبو محمد
[ القطيف ]: 19 / 3 / 2015م - 11:49 ص
فاقد الشيء لا يعطيه .. حينما تكرم إنسان تكرمه لما قدمه لخير نفسه ومجتمعه وما أعطاء من جهد وبذل من جهودات يشكر عليها ..!!
والغريب يتكلم من تكلم عن أناس بعيدين كل البعد عن مجتمعه وناسه ..!! من لا يعبأ بما سيرد عليه فهذا ...!!؟
الحكمة والنصيحة بأساليب ها لا بهتافات أو مقولات غير مسؤولة ..!!
7
عبدالهادي اسماعيل
[ القطيف ]: 19 / 3 / 2015م - 1:22 م
اتفق مع كاتب المقال ولكن الدكتور ان اراد الوحدة وحفظ الدم من الحروب الطائفية يستطيع ان يعبر برأي أوكلمات أخرى لاتدينه ولا تألب الرأي العام ضده يختار كلمة كأن يقول رحمه الله أو يتجنب شتمه والنيل منه ولكن الدكتور أختار كلمة تكريم نسي الدكتور أنه يتعامل مع عوام كلمة تكريم تعتبر في وجهة نظري القاصرة غير مناسبة جدا