آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 11:57 ص

كويكب يمر اليوم بمسافة أقرب من القمر.. هل يشكل خطراً؟

جهات الإخبارية

تتجه أنظار المراصد الفلكية والمهتمين بعلوم الفضاء اليوم، الأحد، نحو السماء لرصد حدث فلكي مميز، يتمثل في مرور الكويكب المكتشف حديثاً ”2025 WM4“ بمحاذاة الكرة الأرضية في مسار قريب جداً فلكياً، ولكنه آمن تماماً وفقاً للتطمينات العلمية الصادرة عن الجهات المختصة.

ويقطع هذا الزائر الفضائي رحلته اليوم على مسافة تقدر بنحو 271,548 كيلومتراً فقط من سطح الأرض، وهو ما يعني أنه سيعبر من مسافة تقل بنسبة 30% عن البعد المتوسط الذي يفصلنا عن القمر، مما يجعله يصنف رسمياً ضمن ”الأجرام القريبة من الأرض“ التي تستدعي المتابعة الدقيقة.

وطمأن المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، العموم بأن هذا الاقتراب الوثيق لا يشكل أي تهديد لسلامة الكوكب، مشيراً إلى أن صغر حجم الكويكب وطبيعة مساره الفلكي يجعلان من مروره حدثاً علمياً شيقاً وليس مصدراً للقلق.

وتشير القياسات الفلكية الحديثة إلى أن قطر الكويكب ”2025 WM4“ يبلغ نحو 17 متراً فقط، وهو حجم ضئيل مقارنة بالكويكبات التي تصنف كخطر محتمل، مما يضمن تفتت معظمه واحتراقه في حال دخوله النظري للغلاف الجوي للأرض قبل وصوله للسطح.

واستبعد الخبراء سيناريو التصادم المباشر كلياً، موضحين أنه حتى في أسوأ الفرضيات النظرية، فإن كويكباً بهذا الحجم سينتج عنه انفجار هوائي مضيء في طبقات الجو العليا، قد يُرى ويُسمع صوته، دون أن يتسبب في كوارث أرضية أو أضرار واسعة النطاق.

واستحضر الفلكيون للمقارنة حادثة كويكب ”تشيليابنسك“ الذي انفجر في سماء روسيا عام 2013 بقطر قارب 20 متراً، مؤكدين أن تأثير الكويكب الحالي - لو حدث افتراضياً - سيكون أقل وطأة بكثير، نظراً لصغر حجمه مقارنة بسابقه.

ويعد هذا المرور فرصة ذهبية للمجتمع العلمي الدولي، حيث يتيح للعلماء تدقيق حسابات المدارات، ودراسة الخصائص الفيزيائية للأجرام القريبة، فضلاً عن اختبار وتطوير أنظمة الإنذار المبكر لحماية الأرض من أي أخطار مستقبلية محتملة.

ودعت الجمعية الفلكية بجدة الجمهور إلى استقاء المعلومات من المصادر العلمية الموثوقة كوكالة ”ناسا“ ووكالة الفضاء الأوروبية، محذرة من الانسياق خلف العناوين المضللة في منصات التواصل الاجتماعي التي قد تهول من الحدث وتصوره كخطر داهم خلافاً للواقع.

وأكدت ان هذا الحدث الفلكي، الذي يمر بسلام اليوم، يؤكد على قدرة العلم الحديث على رصد وتتبع أجرام الفضاء بدقة متناهية، مما يعزز من فهم البشرية لجيرانها في هذا الكون الفسيح، ويحول المخاوف المجهولة إلى معرفة علمية مطمئنة.