آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 11:57 ص

الأب الحقيقي «الجندي المجهول».. آل سعيد يفتح ملف التقدير العائلي الغائب

جهات الإخبارية

أثار الأخصائي النفسي الإكلينيكي أحمد آل سعيد، نقاشاً اجتماعياً واسعاً حول عدالة توزيع الأدوار العاطفية داخل الأسرة، داعياً إلى إنصاف الآباء الحقيقيين ومنحهم حقهم من التقدير المعنوي.

وأكد أن معاناة الأب في تأمين حياة كريمة لأبنائه لا تقل شأناً وتعباً عن المشقة البيولوجية والتربوية التي تتحملها الأم، وذلك في دعوة صريحة لإعادة الاعتبار لمكانة الأب في الوجدان العائلي.

استهل آل سعيد حديثه بالإقرار الكامل بعظمة دور الأم، مشيراً إلى أن ما تكابده يبدأ مبكراً جداً منذ لحظات تكوين الجنين الأولى، مروراً بمشقة الحمل وتغيراته الفسيولوجية والنفسية.

ووصف لحظة الولادة بأنها مرحلة خطرة تضع الأم بين الحياة والموت، تليها فترات الرضاعة والسهر والعناية بالمهد، وهي تضحيات جسيمة لا يمكن الاستهانة بها مطلقاً.

وانتقل لتسليط الضوء على الأعباء اليومية المستمرة للأم، من متابعة دراسية ومذاكرة ونظافة وغسيل وإطعام، معتبراً أن كل حركة تقوم بها الأم داخل المنزل هي عمل شاق يستوجب الإجلال.

في المقابل، شدد آل سعيد بلهجة حازمة على أن ”الأب الحقيقي“ يواجه نوعاً آخر من الشقاء لا يراه الكثيرون، إذ يبذل جهوداً مضنية في العمل والكفاح لتوفير الاحتياجات الأساسية.

وحرص على وضع حد فاصل بين الآباء المضحين وأولئك الذين تخلوا عن مسؤولياتهم، مستثنياً من حديثه الآباء الذين يهملون أبناءهم أو يقطعون صلتهم بهم بعد الانفصال لسنوات طويلة.

وأكد أن الأب ”الحقاني“ هو الذي يحمل هموم التربية والكسوة والتعليم على عاتقه سنوات طويلة، صابراً ومكافحاً حتى يرى أبناءه خريجين من الجامعات ومؤهلين لبدء حياتهم الزوجية.

ولفت الانتباه إلى وجود نماذج مشرفة لآباء وأمهات استمر عطاؤهم حتى للأحفاد، حيث يتولون مهام التوصيل المدرسي والرعاية، مما يثبت أن دور الأب الحقيقي لا يتوقف عند مرحلة عمرية معينة.

وأبدى الأخصائي النفسي استغرابه من التباين الكبير في الاحتفاء الاجتماعي، حيث تحظى الأم بعيد خاص وهدايا وتقدير مستمر، وهو حق أصيل لها، بينما يمر يوم الأب غالباً في صمت ودون أي مظاهر احتفالية تذكر.

واختتم آل سعيد حديثه بلمحة واقعية ساخرة حول غياب ”التخفيضات“ أو العروض الخاصة بالآباء، مشدداً على ضرورة أن ينال الأب نصيبه من الحب والتقدير العلني أسوة بشريكته في بناء الأسرة.