آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 2:11 م

المهندسة الفلفل: الإصغاء للعميل أهم من الجماليات.. والمجال الهندسي واعد بالمملكة

جهات الإخبارية

أطلقت المهندسة حوراء الفلفل دعوة صريحة لإعادة تعريف أولويات التصميم الداخلي، مؤكدة أن مهارة ”الإصغاء العميق“ لمتطلبات العميل تتفوق في الأهمية على الاعتبارات الجمالية البحتة.

جاء ذلك خلال ندوة متخصصة استضافتها جمعية ”مهندسات سعوديات“ في مدينة الهفوف ضمن مبادرة ”محاضرة مهني“ التي تطلقها جمعية العمران المهنية تحت إشراف وزارة الثقافة والتي سلطت الضوء على مفهوم ”عمارة الإحساس“ وكيفية تحويل الجدران الصامتة إلى مساحات تنبض بالانتماء.

شهدت الندوة التي حضرها نخبة من العمرانيين والمختصين، ومشاركة افتراضية واسعة عبر الاتصال المرئي، تأكيدات على أن القطاع الهندسي والعمراني في المملكة يعيش عصره الذهبي ويعد بمستقبل واعد مدعوماً بمستهدفات رؤية 2030 وبرامج الجمعيات المهنية المتخصصة.

شددت ”الفلفل“ في ورقتها التي حملت عنوان ”عمارة الإحساس“ على أن مسؤولية المصمم الحقيقية لا تتوقف عند خلق إبهار بصري، بل تبدأ من القدرة على ترجمة احتياجات الساكن النفسية والوظيفية إلى واقع ملموس، معتبرة أن الفهم الصحيح لشخصية العميل هو حجر الزاوية لأي مشروع ناجح.

وأوضحت المتحدثة أمام حشد من المختصين أن المجال الهندسي في السعودية يشهد طفرة نوعية وغير مسبوقة، مما يفتح آفاقاً رحبة للمبدعين والمبدعات، مشيرة إلى أن الحراك العمراني الحالي يتطلب كوادر قادرة على الموازنة بين الأصالة والحداثة، وبين الوظيفة والجمال، وهو ما تدعمه بقوة البرامج النوعية التي تطلقها وزارة الثقافة والجمعيات المهنية في الرياض وبقية المناطق.

وفي تفصيلها لمفهوم ”عمارة الإحساس“، دعت الفلفل إلى تجاوز التعامل التقليدي مع الجدران والأثاث، والانتقال إلى تصميم تجربة حسية متكاملة تخاطب الحواس الخمس، موصية باستخدام المواد الطبيعية الدافئة، وتوظيف النباتات لتحفيز حاسة الشم، وإدراج عناصر المياه لمخاطبة حاسة السمع، بالإضافة إلى دراسة حركة الضوء وتأثيره المباشر على الحالة المزاجية والنفسية للمستخدمين.

وحذرت المهندسة المختصة من فخ ”تكدس الأثاث“ الذي يقع فيه الكثيرون، ناصحة باعتماد مبدأ ”اختيار ما يلزم“ لضمان انسيابية الحركة والراحة البصرية، ومؤكدة أن ترك مساحات فارغة ومدروسة في التصميم ليس عيباً، بل هو ضرورة تمنح المكان متنفساً وتتيح للملاك فرصة للتطوير والإضافة مستقبلاً دون الحاجة لإعادة التغيير الجذري.

من جهتها، وصفت المهندسة الشيماء الشايب، رئيس مجلس إدارة جمعية مهندسات سعوديات التي أدارت الحوار، اللقاء بأنه تجسيد حي لتكامل الجهود بين الكفاءات الوطنية، مؤكدة أن استضافة الهفوف لهذا الحدث بالتزامن مع مرور ثلاث سنوات على تأسيس الجمعية يعكس نضج التجربة المهنية للمرأة السعودية وقدرتها على قيادة المشهد المعماري بكفاءة واقتدار.

وأثرى الحضور اللقاء بمداخلات نوعية، كان أبرزها مداخلة الدكتور سعيد الوايل الذي ركز على مفهوم التناسق والانسجام بين مفردات الديكور والفراغ الداخلي، في حين أشاد المشاركون عبر الاتصال المرئي والحضور الواقعي بأهمية هذه المنصات المعرفية في بناء جسور التواصل وتبادل الخبرات بين المعماريين من مختلف مناطق المملكة.

واختتمت الأمسية بتكريم المهندسة حوراء الفلفل بدرع تذكاري قدمته المهندسة الشيماء الشايب نيابة عن جمعية العمران، تقديراً لجهدها وتجشمها عناء السفر من القطيف، في خطوة رمزية تؤكد وحدة الهدف والمصير للمجتمع الهندسي السعودي.