آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 2:41 م

الجامع يحذر الآباء: الانتقاد المستمر ”سمٌ بطيء“ يقتل شخصية الطفل

جهات الإخبارية

حذر الدكتور أسامة الجامع، المتخصص في علم نفس الأسرة والزواج، من أن المبالغة في توجيه الانتقادات للأطفال تغرس بذوراً لشخصيات ”مهزوزة“ في المستقبل، مشيراً إلى أن التفوق الدراسي وحده لا يكفي لبناء حصانة نفسية ضد هذا ”الهدم التربوي“ المستمر.

وأوضح الجامع أن استمرار ممارسة ”تكسير الهمم“ واللوم المتكرر يؤدي حتماً إلى تشوهات عميقة في نمو الشخصية، مما يرفع فاتورة المخاطر النفسية ويزيد احتمالية السقوط في فخ الاكتئاب، ليتحول الطفل بمرور الوقت إلى شخص دائم التردد والخوف من اتخاذ القرارات.

ونبه المختص النفسي إلى خطورة أسلوب التربية المتناقض الذي يغدق على الأبناء مادياً بوضع ”الشمس والقمر بين أيديهم“، بينما يفقرهم معنوياً عبر إشعارهم الدائم بالنقص وعدم الكفاءة، مؤكداً أن هذه الازدواجية تفرز سلوكيات معقدة وصعبة المراس تظهر بوضوح عند مرحلة النضج.

وبين أن آثار هذا النهج لا تتوقف عند مرحلة الطفولة، بل تمتد لتلقي بظلالها القاتمة على الحياة المهنية والشخصية للأبناء لاحقاً، حيث يجدون أنفسهم محاصرين بتوتر نفسي مستمر يعيق تقدمهم واستقرارهم، ويجعلهم عاجزين عن إدارة أزماتهم.

وأكد على ضرورة ترك مساحة للأبناء لمواجهة تحديات الحياة بأنفسهم، مشدداً على أن هناك معارك حياتية ومواقف لا يملك الوالدان التدخل فيها، ويجب أن يمتلك الأبناء أدواتهم الخاصة لخوضها باستقلالية بعيداً عن الحماية المفرطة أو النقد الهادم.