آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 2:11 م

لتربية سهلة وصالحة علم أبنائك أحكام الدين

برير السادة

تعلم الأحكام الفقهية ضرورة تحمي من الانزلاق في المتاهات الأخلاقية والمخالفات الشرعية. فبدونها لن نعرف الحدود التي أمرنا الله بالوقوف عندها، وربما تجاوزنا خطوط الدين الحمراء. الأمثلة في هذا الجانب أكثر من أن تُعد، منها على سبيل المثال الحجاب؛ فمن لا تعرف معناه وضوابطه سترتديه كيفما كان وبما يتناسب مع الموضة لا الدين. أما فيما يخص الناشئين، فإن تعليم الصلاة والوضوء لا يمر دون أسئلة الأبناء المتكررة: لماذا نصلي، وما الفائدة المرجوة منها؟ ولا شك أن الإجابة على مثل هذه الأسئلة بطريقة احترافية تتناسب وأعمارهم هي مما يزرع في نفوسهم حب الصلاة والتقرب إلى الله، ويؤسس مبكرًا للعلاقة مع الله. كما أن تعلم أحكام الصلاة والوضوء سيعزز مفهوم الانضباط والأداء الصحيح، وهي مفاهيم أوسع؛ فيمكن انتقالها من دائرة الصلاة إلى حياة الناشئين.

أما فيما يتعلق بالشباب، وبالتحديد فترة المراهقة، فإن تعليم الآباء لأبنائهم بعض المسائل المتعلقة بغسل الجنابة لن يكون بدون تعريفهم بالتغيرات الجسدية التي يمرون بها، وطبيعة المرحلة الفكرية والنشاط البدني المصاحب.

من هنا، فإن تعلم الأحكام الفقهية يساعد الشباب على الامتثال لأوامر الله عز وجل؛ لأنه وببساطة من لا يعرف حدود الأشياء سيجتازها حتى وإن لم ينوِ فعل ذلك. وتنغرس في نفوسهم بعض المفاهيم التربوية المهمة: الانضباط، والإتقان، وحب الطهارة والنظافة وحسن القول، وأن الدين ضرورة حياتية تضفي على الإنسان السكينة والاطمئنان.

في مستقبل الأولاد ستقل صعوبة السؤال عن الأحكام الفقهية ومتابعة الجديد منها بسبب العادة المتأصلة.

على المستوى النفسي والصحي قد يساهم تعلم الأحكام في حمايتهم من الوقوع في منزلقات خطيرة ومميتة كتعاطي المخدرات.

وبالإضافة إلى ذلك فإن تعلم الأحكام مبكرًا يسهل أداء العبادات بشكل صحيح، ويخلق الطمأنينة بصحة الأداء؛ فلا وساوس ولا شكوك قد تتحول إلى أمراض نفسية لاحقًا.

وستقل معاناة الاستيقاظ متأخراً، والسؤال المتأخر عن صحة الصلاة والصوم بدون غسل أو أداء عمل ما بطريقة خاطئة سنوات متمادية، تتحول فيها رحلة التصحيح تعباً وعبئًا.

منها نجد أهمية تعلم الآباء والأمهات أنفسهم لأحكام الدين؛ لأنه أسهل الطرق لتعليم الأبناء، خصوصًا مع انتشار التقنية الكثيف، إذ بات من اليسير مشاركة الأبناء كل ما هو نافع في هذا الباب. التقنية الحديثة أيضاً سهلت التواصل مع أهل الخبرة والثقة.

من الجهة الأخرى، قد يساهم رجال الدين في تعليم الأحكام لو تم تخصيص بعض الدقائق المعدودة بين الصلوات.