الميزان يتكلم.. والإجازة تعتذر
دخل عليَّ رجلٌ يضحك بعينيه قبل شفتيه.
بعد السلام والترحيب، نظرتُ إليه بثقة الاختصاصي المتفائل وقلت:
هذه المرة أنا متأكد أنك خسرت 4 كيلو مثل الشهر الماضي!
تردّد قليلًا… ثم قال مبتسمًا:
آمل ذلك يا دكتور… آمل من كل قلبي!
أشرتُ إلى الميزان وقلت بحزمٍ لطيف:
هيا… فليتحدث الصادق الذي لا يجامل أحدًا!
ابتسم وقال:
ميزانك يا دكتور… يمكن يزعلك اليوم!
قلت وأنا أضحك:
أتمنى ما يزعلني… ولا يزعلك!
صعد على الميزان…
نظرتُ إلى الرقم… وإذا به يعود بكل فخر إلى 80 كجم!
قلت بدهشة ممزوجة بالضحكة:
كيف رجعت للمربع الأول؟ كنا قد ودعناه رسميًا!
قال وهو يرفع يديه مستسلمًا:
الإجازة يا دكتور… الإجازة!
قلت:
ولكنها كانت أسبوعًا فقط!
أجابني بحماس:
نعم… أسبوع، لكنه أسبوعٌ يتيمٌ مليء بالابتلاءات اللذيذة!
ثم بدأ يسرد مأساته الغذائية:
سافرنا إلى… وكان الفندق خمس نجوم!
إفطار مفتوح… أصناف تقفز أمامك!
حاولت المقاومة… لكن الكرواسون خانني!
وكل خروج للتسوق يتحوّل إلى رحلة تذوّق!
ثم قال:
من هذه الحلوى… إلى تلك الكعكة… إلى جلسات كوفي مع قطعة كيك محترمة…
شاي… وبسكويت… و”شيء صغير“ لم يكن صغيرًا أبدًا!
ثم نظر إليّ بجديةٍ مضحكة وقال:
حتمًا ستنهار يا دكتور… لا أحد يصمد أمام هذا الجمال!
نظرت إليه وسألته:
والحل الآن؟
قال بحماس المنتصر:
سأعود للحمية… من بكرة… إن شاء الله… بنسبة كبيرة!
ابتسمت وقلت له:
- موعدنا الشهر القادم، والميزان لا ينسى شيئًا…!
• الإجازات تمتلئ بالمناسبات والسفر والأطعمة المغرية، مما يجعل الحفاظ على الوزن أكثر تحديًا.
• الوعي هو الخطوة الأولى؛ فالإجازة ليست مبررًا للتخلي عن العادات الصحية.
• الاستمتاع بالطعام ممكن دون إفراط، مع الموازنة بين الأطعمة الصحية والغنية بالسعرات.
• الحفاظ على الحركة مهم جدًا حتى بدون الذهاب للنادي الرياضي.
• المشي أثناء التسوق أو السفر وسيلة سهلة لزيادة النشاط البدني اليومي.
• ممارسة تمارين بسيطة في المنزل أو الفندق تساعد على استمرارية اللياقة.
• التحكم في كميات الطعام أثناء المناسبات يساهم في منع زيادة الوزن.
• اختيار أطباق صغيرة أو الاكتفاء بالتذوق بدلاً من الكميات الكبيرة من الحلويات.
• شرب كميات كافية من الماء يوميًا عامل أساسي في ضبط الشهية.
• التقليل من المشروبات الغازية والعصائر المُحلّاة لما لها من أثر كبير على السعرات الحرارية.
• النوم الجيد يساعد على تنظيم الشهية ودعم توازن الجسم.
• يمكن للإجازة أن تكون فرصة للراحة دون أن تصبح سببًا للتراجع الصحي.
• الاستمرار على الانتباه والانضباط البسيط يضمن العودة من الإجازة بصحة أفضل ولياقة أعلى.
في الختام تذكر
ليس التحدي أن تعتذر الإجازة… بل أن تظل إرادتك يقظة حين ينام الالتزام، فالميزان لا يكذب… لكنه ينتظر منك القرار.













