مجيد الدار.. المتقاعد الذي حوّل الخشب إلى اختراعات تتحدى المستحيل
طوع حرفته بيديه وطورها ولم يستكين للصعوبات التي تواجهه بل حارب نفسه وحاول الابتكار، لم يقف عند تجسيد لوحات فنية وجداريات بل تخطاها إلى صناعة مصعده الخاص، وابتكار لوحة تفاعلية مضيئة في جدول الضرب لمساعدة الطلاب في حفظه.
وُلد الدار في أسرة فنية عريقة اشتهرت بحرفتي النجارة والحدادة، فنهل من هذا الإرث مبكرًا، ليورّث بدوره شغفه لابنته الكبرى التي احترفت فن الخزفيات ونسجت خطّها الخاص في عالم الفن
نلتقي اليوم مع الحرفي مجيد الدار ضمن مشاركته في فعالية ”منتجون“ للأسر المنتجة، التي تنظمها جمعية القطيف الخيرية بالشراكة مع مكتب الضمان الاجتماعي بمقر الجمعية بحي البحر.
بادئ الأمر.. عرفنا بنفسك؟
مجيد سعيد الدار؛ فنان تشكيلي وحرفي موهوب ونجار، متقاعد من قسم صحة البيئة في بلدية القطيف.
كيف كانت بدايتك مع الفن التشكيلي والحرف اليدوية؟
منذ 30 عاماً بدأت في حرفة النجارة والحدادة مع خليط من الفن التشكيلي الذي يسبق هذه الحرف.
اصنع مشغولات صغيرة بالمشابك الخشبية؛ واصنع مجسمات جدارية بالخشب والمواد المختلفة كالحارات الصغيرة ما يصل وزنه 150 كغ تقريباً وطوله 3 م وارتفاع متر ونصف وعمق 10 سم.
متى بدأت في الاعمال الفنية 3 D في انشاء اللوحات والمجسمات إلى جانب الألوان؟
قبل 5 سنوات بدأت في اطلاق اعمالي الحرفية ثلاثية الأبعاد.
متى أدركت أن لديك ميولًا فنية، وكيف طوّرت هذه الموهبة؟
عندما كنت في صف الأول ابتدائي ابهرتني رسومات الكتب وبدأت في تقليد بعضها عن طريق ”الشف“ وتقليدها وتصويرها في كراستي بقلم الرصاص.
من كان له التأثير الأكبر في مسيرتك الفنية؟
أنا من أسرة فنية كلٍ له مجاله وحرفته ولكن أكثر من أثر بي هو أخي الأكبر أبو وسام؛ حيث كان رسام وخطاط يرسم لوحات للمدارس وكنت أتابعه بشغف وأحاول تقليده حينها.
من الذي يحمل ارث حرفيتك من الابناء وبدأ في ممارستها؟
ابنتي الكبرى دخلت مجال الفن الخزفي فقط ولديها أعمال تعرض في الانستغرام.
كيف تختار مواضيع لوحاتك؟
أجسد الماضي وأوثقه للأجيال القادمة كلوحة تجسيد فن الخوصيات، وتطبيق الفكرة كواقع احياءً للتراث القطيفي، وتخليد ذكرى قهوة غراب من خلال لوحة ثلاثية الأبعاد بخامات خشبية وعجينة الصلصال وعدة خامات مختلفة واطار بلاستيكي، كما أجسد الطبيعة الصامتة في لوحاتي التشكيلية الزيتية واثبت اني اظهر انعكسات ولمعان خاص في تلك اللوحات.
ما الذي يميّز أعمالك عن غيرها من الأعمال التقليدية ثلاثية الأبعاد والجداريات؟
أنا أحاول إخراج أعمالي بدقة وتميز واطمح بإنتاج لوحات مميزة وأعمال فنية تبرز فيها بصمتي.
وأفضل أن اقدم لوحات بتكوينات وخامات اطوعها بلمساتي الخاصة وان تكون صناعة يدوية دون الحاجة للطباعة واستخدام آلات خارجية.
هل تحرص على إيصال رسالة معينة من خلال دمج المجسمات بالألوان في لوحاتك التشكيلية ثلاثية الأبعاد ولوحاتك الجدارية؟
أنا اطمح بأن اتحدى المتلقي في مطابقة اللوحة للواقعية طبق الأصل والا يفرق بينهما.
ما المواد التي تفضّل استخدامها في صناعة المجسمات؟ ولماذا؟
افضل استخدام الخامات الخشبية في ابراز لوحاتي إلى جانب المواد الجبسية واعادة تدوير استخدام المواد البلاستيكية مثل ”البيب البلاستيكي“.
هل تواجه صعوبة في تثبيت المجسمات على اللوحة؟ وما أكثر التحديات الفنية التي تواجهك؟
أنا أهوى التحدي ولا أجد أي عائق أمامي وعلى العكس تماماً استمتع بكل صعوبة أجدها واتحداها لأتخطاها، وأكثر التحديات واجهتني في بداياتي كانت لوحات الطبيعة الصامتة.
ما مصدر الإلهام الأساسي في أعمالك؟
هي الطبيعة الصامتة مصدر الالهام؛ وعادة اتابع رغبات المتلقي في صناعة حرفتي وارغب لاستخدام الحجر البحري.
هل تمر بفترات جمود إبداعي؟ وكيف تعالجها؟
نعم تمر علي كثيرًا، ولكن اعالجها بتغيير السلوك الروتين الفني حتى اتخطى هذه الفترات.
ما العمل الفني الأقرب إلى قلبك؟ ولماذا؟
اللوحة الحسية المصنوعة من الجبس التي تجسد ”العجوز القطيفية“ بحيث تحمل بصمة مجيد الدار وتميزه عن غيره.
كيف يستقبل الجمهور أعمالك ثلاثية الأبعاد؟
يرغبونها وتشد انتباههم.
هل لاحظت فرقًا في ردة فعل المشاهد بين الأعمال التقليدية والأعمال التي تضم مجسمات؟
نعم يميلون لها أكثر من اللوحات التشكيلية.
هل تحب أن يفسّر الجمهور العمل كما قصدته أنت، أم تترك مساحة للتأويل؟
المتلقي أنواع فيه من لديه حس فني وفيه من هو غير مهتم بالفن ونعم اترك مساحة للتأويل.
ما المشاريع الفنية المقبلة التي تعمل عليها؟
أنا اعمل حاليا على ابتكار أعمال حرفية جديدة؛ فقد صنعت آلة حاسبة تعليمية في جدول الضرب بحيث تفيد طلاب المدارس وافكر في تطويرها أكثر حتى تكافئ الطالب؛ كما أني صنعت مصعدًا خاصاً في منزلي منذ خمس سنوات.
هل تفكر في إقامة معرض شخصي يركز على فن المجسمات؟
لا حالياً؛ واطمح إلى تجسيد لوحات اكثر، تميزني وتبرزني وترضيني قبل الاخرين، وهذه هي مشاركتي الأولى في فعالية عامة.
ما الرسالة التي تودّ إيصالها للمبدعين الشباب الذين يرغبون في دخول عالم الفن التشكيلي؟
اقول لهم استمروا في هذا الفن؛ وطوعوه بطريقتكم الخاصة وابدعوا في حرفتكم بيدكم دون الاستعانة بالآلات.
فيديو ابتكار لوحة جدول الضرب التفاعلية
https://vt.tiktok.com/ZSfYEfbXL/
