آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 3:54 م

«ابن الفلاحين».. بدر ينسج من ريحان الأرض قلائد محبة لزوار «منتجون»

جهات الإخبارية انتصار آل تريك - القطيف

سجل المواطن بدر العبد العلي حضوراً لافتاً في فعاليات ”منتجون“ للأسر المنتجة، متمرداً على هيمنة الزهور المستوردة عبر تقديمه تشكيلات تعتمد بنسبة 100% على إنتاج بساتين محافظة القطيف المحلية.

ويعيد العبد العلي إحياء الموروث الشعبي للمنطقة عبر تحويل الورد المحمدي والريحان والرازقي إلى قلائد وأساور ومسكوكات فنية، تستهدف بشكل مباشر إحياء طقوس الأعراس التقليدية ومناسبات ”الجلوات“ التي لا تزال حاضرة في الوجدان الاجتماعي.

ويستند ابن بلدة القديح في مشروعه إلى إرث عائلي عميق، كونه سليلة أسرة امتهنت الفلاحة أباً عن جد، مما جعله يتبنى فلسفة ”إكرام الأرض“ التي تؤمن بأن العناية بالتربة والري هي المفتاح الحقيقي لجودة المحصول ووفرته.

وخلق العبد العلي سلسلة توريد محلية متكاملة لتعزيز الاقتصاد التشاركي، إذ يعتمد في جلب بضاعته على الشراء المباشر من المزارعين في بلدات القديح والتوبي والجارودية والاخوالدية، ليعيد تجهيزها وتسويقها للجمهور.

ويطرح العلي معادلة اقتصادية تنافسية، حيث يقدم باقاته بأسعار تتراوح بين 20 و 25 ريالاً فقط، مقارنة بأسعار المتاجر التي تقفز إلى 80 ريالاً، عازياً ذلك إلى تخليه عن التغليف الباذخ والتركيز على القيمة الجوهرية للمنتج الطبيعي.

وشهد الجناح حركة بيع متوسطة خلال اليوم الحالي، حيث تمكن من بيع نحو 40% من معروضاته، إذ جلب 24 باقة مجهزة ونجح في تسويق 10 منها لزوار الفعالية الباحثين عن الروائح الطبيعية النفاثة.

واستغنى البائع عن فكرة المحل التجاري الثابت لتقليل التكاليف التشغيلية، معتمداً بشكل كلي على منصات التواصل الاجتماعي ”واتساب، سناب شات، انستقرام“ لاستقبال الطلبات، إضافة إلى اقتناص فرص المشاركة في المهرجانات الموسمية.

ويقر العبد العلي بحاجة منتجاته إلى لمسات تطويرية فيما يخص الشكل الجمالي النهائي، إلا أنه يراهن على عامل السعر المنافس والرائحة العطرية الفواحة التي تفتقدها الكثير من الزهور المستوردة المحسنّة جينياً أو والمبردة.

ولا يرى العلي في حجم بضاعته الصغير عائقاً أمام النمو، مؤكداً أن التحدي الوحيد يكمن في استمرارية الدعوات للمشاركة في الفعاليات التي تعد المنفذ الحيوي الوحيد لعرض هذا النوع من المنتجات التراثية الحية.