بالصور.. معلم يوثق تاريخ ”القطيف“ بطريقة لا تخطر على بال
نجح الفنان التشكيلي محمد أبو السعود في إعادة صياغة الهوية البصرية لمحافظة القطيف، محولاً نقوش بيوتها الطينية ومساجدها القديمة إلى أيقونات فنية معاصرة تتجاوز النمطية التقليدية.
ويقود أبو السعود حراكاً فنياً لتوثيق ”روح المنطقة“ عبر أعماله المشاركة في فعالية ”منتجون“ التي تنظمها جمعية القطيف الخيرية بالشراكة مع مكتب الضمان الاجتماعي، وسط مشاركة 33 حرفياً وحرفية.
ويستند الفنان في مشروعه التوثيقي المستمر منذ ثلاثة عقود إلى منهجية بحثية ميدانية، يتنقل خلالها بين الأزقة القديمة لرصد التفاصيل المعمارية الدقيقة، قبل أن يعيد إنتاجها برؤية حداثية مبتكرة.
وتمكن أبو السعود من ابتكار تقنيات جديدة لنقل الزخارف التراثية من جمود الجدران إلى ديناميكية اللوحات، مستخدماً قوالب الجبس والطباعة الفنية ومعالجة الخامات لتلائم الذائقة العصرية.
وتحولت تصاميم الفنان إلى مرجعية بصرية يعتمد عليها نخبة من فناني المنطقة، حيث باتت قوالبه الزخرفية و”الاستنسل“ ركيزة أساسية في أعمال المختصين بفنون التراث والحروفيات.
وقرر الفنان بعد مسيرة طويلة من العمل الجماعي والتعاون مع كبار الفنانين، الانحياز إلى ”العمل الفردي“، معتبراً أنه يمنحه فضاءً أرحب للحرية الإبداعية والتركيز على مشروعه الخاص بعيداً عن قيود الشراكة.
ولم تمنع أعباء مهنة ”التربية الخاصة“ الفنان من ممارسة شغفه، إذ يطوع أوقات فراغه وحتى فترات الاستراحة أثناء الدوام المدرسي لتطوير تصاميمه، مؤكداً أن الفن جزء لا يتجزأ من تكوينه الإنساني.
ويرى أبو السعود أن المتعة الحقيقية في مسيرته تكمن في مراقبة التطور الذاتي لأدواته، والقدرة على تطويع خامات غير متوقعة لخدمة الفكرة، مما يجدد دافعيته للاستمرار والاكتشاف.
ويخطط الفنان حالياً لنقل الزخرفة القطيفية إلى مصاف العالمية عبر تحويلها إلى منتجات سياحية وهدايا بروتوكولية فاخرة تليق بتقديمها للوفود الرسمية والسفراء كرمز حضاري للمملكة.
وتشكل مشاركة أبو السعود في الفعالية المقامة بحي البحر فرصة للزوار للاطلاع على تجربة فنية تدمج بين عراقة الماضي وتقنيات المستقبل، وتبرز كنوز التراث العمراني للمنطقة الشرقية.
















