آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 4:28 م

رائحة «السينابون» و«المارشميلو» تعطر أروقة «منتجون» بالقطيف

جهات الإخبارية انتصار آل تريك - القطيف

نجحت صانعة الحلوى أمل الناصري في تحويل شغفها بالطهي إلى مشروع استثماري واعد، متصدرة المشهد في فعالية ”منتجون“ بمحافظة القطيف عبر منتجها الحصري ”مارشميلو العمار الحامض“ الذي حقق رواجاً غير مسبوق بين الزوار.

وخطفت الناصري الأضواء من بين 33 حرفياً وحرفية يشاركون في الفعالية التي تنظمها جمعية القطيف الخيرية بالشراكة مع مكتب الضمان الاجتماعي، لتعكس إبداعات أبناء المحافظة في فنون الصناعة اليدوية والإنتاج المنزلي.

وتجاوزت أمل التحديات التقليدية في سوق الحلويات بتقديمها نكهات جريئة ولاذعة للمارشميلو، أبرزها التوت والفراولة والمانجا، مستهدفة شريحة عشاق المذاقات غير التقليدية التي تكسر حدة السكر المعتادة.

ويعتمد المشروع المنزلي ”مطبخ زهرة الأمل“ في إنتاجه على معادلة دقيقة توازن بين البساطة والجودة، باستخدام مكونات أساسية تشمل شراب الذرة والسكر، مع التركيز المطلق على عنصر الثقة في المكونات.

وتشكل قضية ”الجيلاتين الحلال“ ركيزة أساسية في تسويق منتجات الناصري، إذ تعتمد حصراً على الجيلاتين الإيراني المعروف بمأمونية مصدره، استجابةً لوعي المستهلكين وحرصهم الدائم على السؤال عن مصادر المكونات قبل الشراء.

ولم تكن رحلة الوصول إلى سر الصنعة مفروشة بالورود، فقد واجهت الناصري صدوداً ورفضاً من طاهيات أخريات لتعليمها أسرار المارشميلو خلال جائحة كورونا خوفاً من المنافسة، إلا أن إصرارها قادها لمدربة آمنت بموهبتها.

وتحوّل هذا الشغف الذي بدأ كهواية قبل عشر سنوات إلى مصدر دخل حيوي يسد غياب الوظيفة الثابتة، خاصة مع ابتكار نكهة ”العمار“ الحامضة قبل عام واحد فقط، والتي أصبحت العلامة الفارقة للمشروع.

وتخضع العوائد المالية للمشروع لتقلبات المواسم، حيث ينتعش الطلب بشكل ملحوظ خلال الإجازات والمناسبات الاجتماعية، بينما ينحسر في أيام الدراسة ليقتصر العمل على الطلبيات الخاصة وتوزيعات الحفلات.

وتمتلك الناصري خبرة تمتد لـ 27 عاماً في مهنة ”نقش الحناء“، والتي لا تزال تمارسها وتدر عليها دخلاً يفوق مشروع الحلويات حتى الآن، رغم تقليصها للعمل فيها مؤخراً بسبب عوارض صحية وتغيرات الطلب.

وتطمح ابنة مدينة سيهات إلى تحويل مشروعها المنزلي إلى مصنع متكامل يضم فريق عمل متخصص، مع خطط مستقبلية لتقديم دورات تدريبية تنقل خبرتها للأجيال الجديدة، مستفيدة من خلفيتها كمدربة في تطوير الذات.

ويجسد تواجد الناصري في مقر جمعية القطيف الخيرية بحي البحر نموذجاً حياً لقدرة الأسر المنتجة على الابتكار وخلق فرص عمل ذاتية، وسط إشادات واسعة من الزوار بجودة المنتجات المحلية وموثوقيتها.