آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 3:54 م

«ساعة بحرية» تثير الجدل في القطيف.. وصاحبتها: ”ليست للبيع مهما دفعتم“

جهات الإخبارية انتصار آل تريك - القطيف

خطفت الحرفية زهراء البحراني، ابنة مدينة سيهات، الأنظار بقطعة فنية نادرة أثارت فضول وجدل زوار فعالية ”منتجون“؛ لرفضها القاطع بيعها رغم العروض المالية المغرية والمتكررة التي قُدمت لها.

وتمثلت القطعة ”المثيرة“ في ساعة بحرية فريدة التصميم، دمجت فيها البحراني رمالاً طبيعية وأصدافاً حقيقية، مشكّلةً تضاريس موج البحر بمادة الرزن ببراعة متناهية جعلتها تبدو وكأنها قطعة مقتطعة من الشاطئ.

وعللت البحراني رفضها بيع التحفة بأن المسألة تتجاوز العائد المادي، فالقطعة تمثل لها إحساساً عميقاً بالإنجاز الشخصي وارتباطاً وجدانياً خاصاً، مفضلة الاحتفاظ بها كشاهد على تطور مهارتها.

جاء ذلك وسط مشاركة البحراني ضمن 33 حرفياً وحرفية في فعالية ”منتجون“ للأسر المنتجة، التي تنظمها جمعية القطيف الخيرية بالشراكة مع مكتب الضمان الاجتماعي بمقر الجمعية بحي البحر.

واستطاعت البحراني، المتخصصة أكاديمياً في ”التربية الخاصة - مسار إعاقة عقلية“، أن توظف دراستها للسلوك في تعزيز صبرها ودقتها، لتضع بصمتها في عالم الأشغال اليدوية على مدار ست سنوات.

وأوضحت الحرفية أن شغفها بالأعمال اليدوية كان المحرك الأساسي لانطلاقها، حيث بدأت التعلم والتجريب في عدة مجالات لتتحول الهواية تدريجياً إلى مهنة تدر دخلاً ثانياً يساند دخلها الأساسي.

وتنوعت إبداعات البحراني بين فنون الجبسيات، والرزن، وتشكيل الأخشاب، حيث نجحت في ابتكار لوازم زراعية ودروع تذكارية للمكاتب وقواعد خشبية مزينة بحروف جبسية تتميز عن السائد في السوق.

وأكدت أن العمل الحرفي الدقيق يتطلب تغذية بصرية مستمرة وخبرة تراكمية، مشيرة إلى أن مراحل الإنتاج تمر بصب المواد، والتجفيف، والعزل، ثم الصنفرة، وقد يستغرق إنجاز القطعة الواحدة وقتاً طويلاً بحسب التفاصيل.

وصنفت البحراني ممارستها لهذه الحرفة كنوع من ”العلاج بالفن“، مؤكدة أن العمل اليدوي يمثل لها تفريغاً للطاقة السلبية الناتجة عن ضغوط الحياة، ويمنحها طاقة إيجابية وشعوراً بالراحة والمتعة.

وأشارت إلى نجاحها في الموازنة بين عملها الحرفي والتزاماتها الأسرية كزوجة وربة منزل، حيث تجد في ساعات العمل الحرفي تسلية وفائدة لا تتعارض مع واجباتها الاجتماعية.

واختتمت البحراني حضورها اللافت بتوجيه رسالة ملهمة للسيدات، دعت فيها لاستغلال أي موهبة حرفية يمتلكنها، مؤكدة أن الاستمرار والتطوير كفيلان بتحويل الهواية البسيطة إلى إبداع مميز ومصدر دخل واعد.