آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 3:54 م

الباحث الغريافي: ”العاطفة المناطقية“ تُزوّر التاريخ.. ولا وجود لـ ”المسند الأحسائي“

جهات الإخبارية

حذر الباحث التاريخي، عبد الرسول الغريافي، من مغبة الانجراف خلف ”التحيز المناطقي“ عند توثيق تاريخ الجزيرة العربية، مؤكداً أن العاطفة قد تقود إلى ”قلب الحقائق“.

وشدد على خطورة تداول معلومات تاريخية غير موثوقة بهدف ”تقريب الإنجازات للنفس“، مشيراً إلى أن ذلك ينتج تاريخاً ”مزيفاً وأعرجًا“.

وفي تصحيح علمي حازم، نسف الباحث صحة مصطلح ”المسند الأحسائي“ الذي شاع استخدامه مؤخراً في بعض الأوساط الثقافية.

وأكد خلال منشور له على الفيس بوك أن هذا المسمى ”غير صحيح علمياً“، ولا تعترف به الدراسات المتخصصة في الكتابات القديمة، ولا يوجد سند لتسمية خط عريق باسم منطقة جغرافية محدودة.

وأوضح الغريافي أن التصنيف العلمي الدقيق للنقوش المكتشفة في الخليج والقطيف والبحرين يندرج تحت نوع ”المسند الشرقي“.

ويُعرف هذا الخط علمياً بـ ”الحماساوي الصفاوي“ ”نسبة إلى تلول الصفا“، وهو النوع السائد في شرق الجزيرة العربية، رغم وجود بعض نقوش المسند السبئي.

ونبه المختص إلى وجود ”خلط كبير“ لدى البعض بين خط المسند وبين النقوش الثمودية واللحيانية المنتشرة في المنطقة.

وأشار إلى أن أغلب مكتشفات المنطقة الشرقية هي نقوش ”ثمودية وصفاوية حمسوية“، وتصنف جميعها ضمن ”المجموعة الشمالية القديمة“.

وحذر الغريافي من أن الإصرار على هذه الأخطاء يورط الباحثين وطلاب الدراسات العليا في بناء أطروحاتهم على ”أوهام“ لا أساس لها.

ودعا إلى التفريق بين ”التنافس الإيجابي“ في المنتجات الزراعية، وبين ”الأمانة التاريخية“ التي لا تقبل القسمة على الأهواء الشخصية.

واختتم الباحث حديثه بمطالبة الجميع بتحكيم العقل والحياد، مؤكداً أن تبني ثقافات الأسلاف من مناطق مختلفة ليس عيباً، بل العيب في اختلاق مسميات لخدمة غايات ضيقة.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ياسر بوصالح
25 / 11 / 2025م - 5:33 ص
لا أعلم ما سرّ الحساسية لدى بعض مثقفي القطيف في التشكيك بكل مسلّمة تاريخية في الأحساء؛ فبالأمس القريب خرج أحدهم ليشكك في صحة وجود مسجد جواثا في الأحساء، واليوم يطلّ علينا الأستاذ عبدالرسول – بحسب ما ورد في صحيفة جهات – لينسف صحة مصطلح "المسند الأحسائي".

والحمد لله أن الساحة تتسع لمزيد من هذه التشكيكات، فمن يدري، لعل مثقفًا آخر سيأتي غدًا ليشكك في صحة نسبة البشت الأحسائي إلى الأحساء!

ويحق لي أن أسأل الأستاذ عبدالرسول: هل تواصل مع أمانة الأحساء بهذا الصدد، بعد أن افتتحت هذا الصرح الضخم الذي كلف الملايين؟