لأول مرة عالمياً.. إصابة بشرية بسلالة نادرة من إنفلونزا الطيور
سجلت السلطات الصحية في ولاية واشنطن الأمريكية أول حالة إصابة بشرية مؤكدة بسلالة ”H5N5“ من إنفلونزا الطيور، وهي سلالة كانت تقتصر سابقاً على الحيوانات والطيور البرية ولم يُرصد انتقالها للبشر من قبل.
وتفتح هذه الإصابة باب التساؤلات حول تطور الفيروسات الحيوانية وقدرتها على اختراق الحواجز البيولوجية.
وكشفت التقارير الطبية أن المصاب، وهو رجل مسن يعاني من مشكلات صحية مزمنة، نُقل إلى المستشفى في حالة حرجة ووصفت حالته بأنه ”مريض بشدة“، حيث عانى من أعراض حادة شملت حمى مرتفعة، وحالة من الارتباك الذهني، وصعوبات بالغة في التنفس، قبل أن تؤكد الفحوصات المخبرية إصابته بالنوع الفرعي H5N5، الذي ينتقل عادة عبر الطيور المائية البرية كالبط والإوز.
وأشارت التحقيقات الوبائية التي أجراها مسؤولو الصحة في الولاية إلى أن العدوى انتقلت للمريض داخل منزله في مقاطعة ”غرايز هاربر“، حيث يقتني قطيعاً مختلطاً من الدواجن المنزلية التي يُعتقد أنها اختلطت بطيور برية حاملة للفيروس، خاصة بعد رصد نفوق اثنين من طيوره مؤخراً، مما يرجح فرضية الانتقال المباشر من الحيوان إلى الإنسان في بيئة مغلقة.
وعلى الرغم من خطورة الحالة الفردية، سارعت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ”CDC“ والسلطات المحلية إلى طمأنة الرأي العام.
وأكدت أن تقييم المخاطر على عامة السكان لا يزال منخفضاً، حيث لم تُسجل أي حالات إضافية، ولا توجد أي أدلة تشير إلى انتقال هذه السلالة من شخص لآخر، إلا أن الخبراء حذروا في الوقت ذاته من الطبيعة غير المتوقعة لتطور فيروسات الإنفلونزا.
ويأتي هذا الحدث في سياق ارتفاع ملحوظ في نشاط فيروسات الإنفلونزا من الفئة H5، حيث شهدت الولايات المتحدة منذ مطلع العام 2024 تسجيل نحو 71 حالة إصابة بشرية، كانت غالبيتها بسلالة H5N1 الأكثر شيوعاً والتي تختلف في تركيبها البروتيني، ورغم أن معظم تلك الحالات كانت بأعراض خفيفة، إلا أن السجلات تشير لوفاة مريض واحد في ولاية لويزيانا مطلع العام، مما يبقي السلطات في حالة تيقظ دائم لرصد أي تحورات جديدة.













