آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 3:54 م

مختص نفسي: شكاوى المعلمين تتصاعد.. ”أطفال الشاشات“ يهددون استقرار الفصول

جهات الإخبارية

كشف الأخصائي النفسي الإكلينيكي أحمد آل سعيد عن الأسباب الكامنة وراء تزايد معدلات الحركة المفرطة والنشاط الزائد لدى الأطفال في الجيل الحالي مقارنة بالأجيال السابقة.

وأرجع ذلك بشكل رئيسي إلى الانغماس الطويل في استخدام الأجهزة الذكية وعدم تنظيم الوقت، مما خلق تحديات سلوكية وتعليمية ملموسة داخل الأسر والمدارس على حد سواء.

وأوضح أن الظاهرة المقلقة التي باتت تلاحظها العديد من الأسر لا تتعلق بطبيعة الطفل الفسيولوجية بقدر ارتباطها بنمط الحياة الرقمي، حيث يقضي الأطفال ساعات طويلة أمام الشاشات في ممارسة الألعاب الإلكترونية ومشاهدة المحتوى السريع، مما يؤدي إلى استثارة عالية للجهاز العصبي ورفع مستويات التحفيز الذهني والحركي لديهم بشكل غير مسبوق.

وبيّن الأخصائي النفسي أن طبيعة الألعاب والتطبيقات التي يستهلكها الأطفال مصممة لإثارة الحماسة والتركيز العالي اللحظي، وهو ما ينعكس لاحقاً على سلوكهم العام خارج إطار الشاشة، حيث يتحول هذا الشحن الذهني إلى طاقة حركية عشوائية ونشاط مفرط يصعب السيطرة عليه في الأوقات العادية.

وأكد أن هذه الحالة تنطبق على شريحة واسعة من الأطفال والأحفاد في الوقت الراهن.

وفي سياق تأثير هذه الظاهرة على البيئة التعليمية، لفت آل سعيد إلى تصاعد شكاوى المعلمين والمعلمات من عدم قدرة الطلاب على الثبات والجلوس بهدوء داخل الفصول الدراسية.

وأشار إلى أن ”الطفل الرقمي“ يظهر تراجعاً في التفاعل الصفي التقليدي، ويميل إلى الانفعال السريع والغضب وتشتت الانتباه، مما يضع العملية التعليمية أمام تحديات حقيقية في ضبط الصف وإيصال المعلومة.

وأكد أن حديثه لا يعد تعميماً مطلقاً على جميع الأطفال، إلا أنه يشخص حالة شائعة ومتزايدة تستدعي انتباه أولياء الأمور.

وشدد على ضرورة الوعي بأن كل ساعة إضافية يقضيها الطفل أمام الأجهزة الذكية دون ضوابط، تترجم غالباً إلى مزيد من النشاط الحركي غير الموجه والتوتر السلوكي الذي يؤثر على استقراره النفسي والدراسي.