المانجروف… ثروة بيئية تعزز صحة الإنسان واقتصاد المستقبل
تواصل المملكة تعزيز موقعها الريادي في حماية البيئة البحرية واستعادة النظم الساحلية، وتتقدم غابات المانجروف اليوم كإحدى أهم الثروات الطبيعية التي تعكس توجهًا وطنيًا نحو بيئة أكثر صحة واستدامة. وتمثّل هذه الأشجار، التي تنتشر على السواحل الشرقية للمملكة، ركيزة أساسية في مواجهة التغير المناخي، ودعم التنوع الحيوي، وتعزيز الصحة العامة وجودة الحياة.
تعمل أشجار المانجروف كدرع طبيعي يحمي الشواطئ من التآكل والعواصف والمدّ. وتتميز جذورها بقدرة فريدة على تثبيت التربة وامتصاص الأمواج، مما يجعلها عنصرًا مهمًا في تعزيز الاستقرار الساحلي والحفاظ على البيئة البحرية.
يمثّل انتشار المانجروف خطوة محورية ضمن مفهوم ”الاقتصاد الصحي“، الذي يربط بين صحة الإنسان وجودة البيئة المحيطة به.
فهي تسهم في:
• تنقية الهواء وتقليل الملوثات
• تحسين جودة المياه الساحلية
• دعم استدامة الثروة السمكية
• توفير بيئة آمنة للطيور والكائنات البحرية
وبذلك تتحول الشجرة إلى عنصر أساسي في تعزيز الصحة المجتمعية وجودة الحياة الساحلية.
برزت المانجروف كأصل بيئي يُحتسب ضمن قيمة الأثر البيئي للمشاريع الوطنية، وذلك ضمن توجه عالمي نحو محاسبة البيئة.
فهي تختزن كميات كبيرة من الكربون وتوفر حماية طبيعية للسواحل، ما يجعلها جزءًا مهمًا من ميزانية الاستدامة في المملكة.
شهدت محافظة رأس تنورة خلال السنوات الأخيرة مشاريع نوعية في إعادة تأهيل الشواطئ وزراعة المانجروف، من خلال جهود موسّعة تهدف لحماية الساحل وتحسين البيئة البحرية. وأسهمت هذه الخطوات في تعزيز الجانب الجمالي والسياحي، وجعلت من المناطق الساحلية متنفسًا طبيعيًا ومقصدًا للزوار والمهتمين بالبيئة.
وقد أسهمت هذه المشاريع في:
• زيادة الغطاء النباتي الساحلي
• جذب الطيور المهاجرة
• تحسين الحياة البحرية
• تعزيز السياحة البيئية والتعليمية
ليصبح المكان اليوم مثالًا حيًا على توازن التنمية مع البيئة.
ساهم انتشار غابات المانجروف في خلق فرص جديدة للسياحة البيئية، حيث باتت مواقعها مقصدًا للباحثين والطلاب وهواة التصوير ومراقبة الطيور.
وتُعدّ السياحة البيئية أحد المسارات الاقتصادية التي تجمع بين الاستفادة الاقتصادية وحماية الطبيعة، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
تجسّد المانجروف المعنى الحقيقي للتنمية المستدامة، إذ تؤكد أن المشاريع البيئية ليست رفاهية، بل جزءٌ أساسي من مستقبل صحي ومتوازن.
وحين يزدهر الغطاء النباتي، يزدهر معه الإنسان، وتزدهر المدن الساحلية، ويتعمّق الوعي المجتمعي تجاه أهمية حماية الطبيعة.













