آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 5:04 م

أستاذ مناخ: الشتاء المفاجئ «مدمر».. وميلان الأرض سر الرحمة الكونية

جهات الإخبارية

وصف أستاذ المناخ، الدكتور عبدالله المسند، التدرج الطبيعي في انخفاض درجات الحرارة، الذي يمتد لنحو ثلاثة أشهر كفترة انتقالية من الصيف اللاهب إلى الشتاء القارس، بأنه مظهر من مظاهر اللطف الإلهي بالبشر والكائنات، مؤكداً أن هذا التحول البطيء هو تهيئة ضرورية لاستمرار الحياة على كوكب الأرض.

وأوضح المسند في قراءة علمية لظاهرة تعاقب الفصول، أن حدوث انخفاض حاد ومفاجئ في درجات الحرارة بين عشية وضحاها لو قُدّر له أن يقع، لكانت نتائجه كارثية ومدمرة على كافة الأصعدة.

وأشار إلى أن مثل هذا السيناريو الافتراضي كفيل بإهلاك الحرث والنسل، لعدم قدرة الكائنات الحية والنباتات على التكيف الفوري مع الصدمات الحرارية العنيفة.

وأرجع الخبير المناخي السبب العلمي وراء تغير الفصول وحلول البرد بدلاً من الحر إلى دقة النظام الكوني المتمثل في ميلان محور الأرض بمقدار 23.5 درجة.

وبين أن هذا الميلان بالتزامن مع دوران الأرض حول الشمس يؤدي إلى تغير زاوية سقوط الأشعة من العمودية المركزة في الصيف إلى المائلة الأقل تركيزاً في الشتاء، مما يسبب استطالة الظلال وانخفاض الحرارة بشكل تدريجي.

وحذر المسند من تصور الحياة دون هذا الميلان الدقيق، موضحاً أن انعدامه كان سيجبر البشرية على العيش في فصل مناخي واحد طوال العام، ويحصرهم في نطاقات جغرافية ضيقة، في حين لو زاد هذا الميلان عن قدره المحسوب، لتحولت الفصول إلى كوابيس مناخية بشتاء أكثر شراسة وصيف لا يطاق، مما يهدد استقرار الغلاف الجوي والعمليات الطبيعية.

وفي سياق تصحيح المفاهيم الشائعة، نفى المسند أن يكون قرب الأرض أو بعدها عن الشمس هو العامل المؤثر في تغير الفصول، مستدلاً بحقيقة فلكية تؤكد أن الأرض تكون في أقرب نقطة للشمس خلال شهر يناير ”في ذروة الشتاء بالنصف الشمالي“، وتبتعد عنها في يوليو، بفارق ضئيل لا يتجاوز 3%، وهو ما يثبت أن زاوية الميل هي العامل الحاسم وليس المسافة.

ودعا للتأمل في دقة هذا النظام الكوني، معتبراً أن هذه الحقائق العلمية ليست مجرد معلومات فيزيائية، بل هي دلائل تستوجب التفكر في عظمة الخالق الذي ضبط موازين السماوات والأرض بدقة متناهية لخدمة الإنسان وضمان بقائه.