«الشرقية» تلاحق الكربون في المواقف.. نباتات للتنقية ومياه مكيفات للري
شرعت أمانة المنطقة الشرقية في تنفيذ تجربة بيئية مبتكرة وغير مسبوقة داخل مواقف المركبات، تعتمد على تفعيل نظام ”التدوير البيئي“ لتقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء، في تحرك يعكس التزامًا جادًا برفع جودة الحياة الحضرية للمواطنين.
وتقوم الآلية الجديدة، التي تأتي ضمن مبادرة ”شرقيتنا خضراء“، على تحويل مواقف السيارات من مجرد مساحات خرسانية وتجمعات للعوادم إلى نقاط تنقية هوائية.
يأتي ذلك عبر زراعة نباتات متخصصة تم انتقاؤها بعناية لفعاليتها العالية في امتصاص الملوثات والانبعاثات الضارة الناتجة عن عوادم المركبات داخل هذه المواقف المكتظة عادةً، مما يخلق بيئة صحية أكثر أمانًا لمرتادي هذه المواقع.
ولضمان استدامة الموارد المائية في هذه التجربة، ربطت الأمانة عملية ري هذه النباتات بنظام تدوير ذكي يستغل مياه الصرف الناتجة عن أجهزة التكييف، حيث يتم تجميعها وإعادة استخدامها لري الأحزمة الخضراء المحيطة بالمواقف، وهو ما يجسد تكاملاً هندسيًا بين خفض التلوث وترشيد استهلاك المياه الصالحة للشرب، محققًا بذلك معادلة بيئية مزدوجة الفائدة.
وأكدت القيادات المسؤولة في أمانة الشرقية أن هذه الخطوة تأتي استجابة مباشرة لمستهدفات ”مبادرة السعودية الخضراء“.
وأوضح وكيل الأمين للخدمات محمود الرتوعي أن المشروع لا يقتصر على الجانب الجمالي فحسب، بل يركز على الوظيفة البيئية للنباتات في تنقية الأجواء، مشددًا على أن دمج تقنيات تدوير المياه مع التشجير يمثل نموذجًا للاستدامة يمكن أن يغير مفهوم إدارة المرافق العامة.
وفي سياق التطلعات المستقبلية للمشروع، أشار مدير عام الحدائق وعمارة البيئة المهندس سلطان الشتيوي إلى أن هذه التجربة تخضع حاليًا لرقابة دقيقة وعمليات تقييم مستمرة لقياس كفاءة النباتات في خفض نسب الكربون وفعالية نظام الري المبتكر، تمهيدًا لتعميم هذه التجربة وتطبيقها على نطاق أوسع في مواقع أخرى بالمنطقة، ضمن خطط الأمانة لابتكار حلول عملية تحد من التلوث وتعزز من الصحة العامة للسكان.
