لقاء عالمي.. بل أكثر
لو أُتيحت لك فرصة تعيش عمرًا طويلًا بصحة وعافية، كم تتوق إنك تعيش؟
سؤال عابر طرحته في نهاية إحدى جلسات ملتقى الصحة العالمي 2025 تتحدث عن جودة الحياة، لكنه فتح لي نافذة حديث عميق.
دار بيني وبين أحد التنفيذيين في إحدى الوزارت حوار سريع لكنه ثري بالمعنى. أجابني دون تردد: «خمسمائة عام، أريد أن أستمتع بكل ما يحدث من تطور في المملكة». ابتسمت بدوري، وقلت: كنت أظن أنني أبالغ حين أسررت لنفسي يومًا أنني أريد أن أعيش مائة وخمسين عاما من البهجة الممتدة.
عندها خطرت في رأسي جملةٌ قالها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «حفظه الله» بأن: الحياة قصيرة جدًا، وهناك الكثير مما بإمكاننا صنعه للوطن، وأنا حريص أن أراها تتحقق بأم عيني.. ولهذا السبب أنا في عجلةٍ من أمري.
هذه الكلمات تجسد فلسفة العمل الوطني والحرص على الإنجاز قبل أن ينقضي العمر، وتعكس تمامًا الشعور الذي استشعرتُه في حديثي أن الوقت ثمين، وأن الرغبة في الإنجاز لا تنتظر.
وها أنا أرى نتائج الرؤية تتجسّد يوميًا، ليس فقط في المشروعات، بل في وعي صحي متجدّد يؤمن أن الصحة استثمار في جودة الحياة.
وقد تحدّث وزير الصحة، فهد بن عبدالرحمن الجلاجل في افتتاح النسخة الثامنة من ملتقى الصحة العالمي 2025، الذي عُقد تحت شعار ”استثمر في الصحة“، مؤكدًا دعم القيادة الرشيدة - حفظها الله - لقطاع الصحة تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030.
وأشار إلى أن المملكة حققت قفزات نوعية رغم التحديات العالمية، كما استعرض مجموعة من المبادرات التي تحولت إلى منجزات وطنية، مثل توطين إنتاج الأنسولين، وبرامج الفحص المبكر والتجارب السريرية، إلى جانب الجيل الثاني من مراكز «تأكد» ونموذج الرعاية الصحية السعودي، مؤكدًا أن هذه الجهود أسهمت في رفع جودة الخدمات الصحية وتعزيز صحة المجتمع بشكل شامل.
وكانت لقطة الختام بالنسبة لي بعد انتهاء آخر أيام الملتقى، حين التقيت باحثةً أمريكية من كلورادو دار بيننا حديث علمي واجتماعي شيّق. أخبرتني بابتسامة مفعمة بالدهشة أنها قررت قضاء رأس السنة في المملكة، إعجابًا بما رأته من تطور مبهر في المملكة.
حينها أدركت أن المملكة، التي وصفها سمو ولي العهد ب«أجمل قصة»، ليست وعدًا بعيدًا، بل واقع يُكتب يوميًا. ليصبح السؤال الحقيقي: كم من الحلم يمكن أن نصنع.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، ودامت مملكتنا وطنًا يصنع الحياة.













