آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 2:41 م

منتدى القطيف الاستثماري 2025 منصة لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة

عاطف بن علي الأسود *

مع الاستعدادات الجارية لانعقاد منتدى القطيف الاستثماري 2025 يوم الأربعاء 29 أكتوبر، تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية، تتجه الأنظار نحو هذا الحدث الاستثماري المهم الذي يمثل منصة استراتيجية لإبراز فرص الاستثمار في محافظة القطيف وتعزيز مساهمتها في الناتج المحلي، بما يتوافق مع تطلعات رؤية السعودية 2030.

دور محوري مرتقب لمعالي أمين المنطقة الشرقية

من المنتظر أن يلعب معالي المهندس فهد بن محمد الجبير، أمين المنطقة الشرقية دورًا محوريًا في المنتدى، يتمثل في تعزيز التكامل بين توجهات الأمانة والمستهدفات الوطنية، وفتح آفاق جديدة أمام المستثمرين عبر تهيئة البيئة الاستثمارية الملائمة، وتفعيل مقومات المحافظة في الزراعة، الصناعة، الخدمات اللوجستية، والتراث. وتعد مشاركته، بالتعاون مع غرفة الشرقية، تجسيدًا لرؤية متكاملة تسعى إلى تمكين القطاع الخاص من خلال التحول الرقمي وتوظيف الذكاء الاصطناعي وربط التنمية الحضرية بالفرص الاقتصادية المتاحة.

تشجيع القطاع الخاص بالتنسيق مع القطاع العام لتنمية مستدامة

يُنتظر من المنتدى أن يعزز دور الشراكة الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص، حيث يعمل معالي الأمين وجميع الجهات المعنية على تشجيع المستثمرين وأصحاب الأعمال على الاستثمار الفاعل والمستدام في القطاعات الحيوية، من خلال توفير بيئة عمل محفزة تسهل الإجراءات وتدعم الابتكار. هذا التنسيق بين القطاعين يضمن استثمار الموارد بشكل أمثل، ويسهم في تنفيذ مشاريع تنموية ذات أثر اقتصادي واجتماعي إيجابي يتوافق مع رؤية المملكة 2030 لتحقيق تنمية متوازنة وشاملة في القطيف والمنطقة الشرقية.

دور غرفة الشرقية في اختيار القطيف واستضافة المنتدى.. إدارة فاعلة وتجسيد للاستثمار

تلعب غرفة الشرقية دورًا محوريًا في اختيار محافظة القطيف لاستضافة المنتدى، حيث تجسد هذه الخطوة رؤية استراتيجية تسعى إلى تسليط الضوء على الإمكانات الفريدة للمحافظة وإبرازها كوجهة استثمارية متميزة في المنطقة الشرقية. وتتميز الغرفة بإدارتها الفاعلة التي تجمع بين الخبرة الاقتصادية وفهم عميق لواقع الأعمال والاستثمار، مما يمكنها من تصميم فعاليات اقتصادية متكاملة تعكس متطلبات السوق وتطلعات المستثمرين. كما تعمل على تمكين القطاع الخاص وتوفير بيئة محفزة للنمو من خلال مبادرات وبرامج تواكب التطور التقني والتحول الرقمي، وتعزز دور المرأة وريادة الأعمال. كما تلعب غرفة الشرقية دورًا جوهريًا في ربط المستثمرين المحليين بالفرص الواعدة في القطيف وتنشيط الشراكات بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، مما يسرع تنفيذ مشاريع التنمية ويحقق أثرًا اقتصاديًا واجتماعيًا ملموسًا.

دعم قيادي مستمر لتحقيق التنمية الوطنية الشاملة

لا يمكن الحديث عن النجاحات والاستثمارات التنموية في القطيف والمنطقة الشرقية دون الإشارة إلى الدعم والتوجيه المستمر من ولاة الأمر – حفظهم الله – ممثلين في مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان. لقد جسد هذا الدعم الحكومي ركيزة أساسية في تسريع تنفيذ المشاريع التنموية وتحفيز القطاعين العام والخاص على المشاركة الفاعلة في بناء اقتصاد قوي ومتنوع. ويعكس هذا التوجيه الحرص على تحقيق مردود إيجابي مستدام يعود بالنفع على الوطن والمواطن، ويرسخ مكانة المملكة إقليميًا ودوليًا. ويُعد منتدى القطيف الاستثماري 2025 أحد أبرز المشاريع التي تحمل هذا الدعم، حيث يمثل خطوة استراتيجية لتفعيل دور المحافظات في تحقيق رؤية 2030 وتنمية مستدامة شاملة على كافة المستويات.

الزراعة.. هوية وإنتاج

الزراعة في القطيف ليست قطاعًا تقليديًا فحسب، بل تمثل جذورًا ثقافية واقتصادية عميقة، إذ تُعد من أقدم مناطق المملكة إنتاجًا للتمور والخضروات، ما يتيح فرصًا واسعة للاستثمار في الزراعة الذكية وسلاسل الإمداد الغذائي.

التراث.. رافد اقتصادي وثقافي

التراث في القطيف يُعد من أغنى المكونات الحضارية على مستوى المملكة، ويمثل فرصة استثمارية ضمن الاقتصاد الإبداعي والسياحة الثقافية، خاصة مع التوجهات الجديدة لدعم المشاريع التراثية والمجتمعية ذات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية.

الصناعة.. عماد الاقتصاد الحديث

تُشكل الصناعة أحد الركائز الرئيسية في أي اقتصاد حديث، وفي القطيف تبرز الفرص في الصناعات التحويلية، والمنتجات المرتبطة بالبيئة البحرية والزراعية، مما يعزز من القيمة المضافة محليًا ويساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض القطاعات.

الخدمات اللوجستية.. ربط القطيف بمحيطها التنموي

بموقعها الحيوي في شرق المملكة، تملك محافظة القطيف مقومات لوجستية واعدة تمكّنها من أن تكون حلقة وصل رئيسية داخل المنطقة الشرقية، عبر تطوير شبكات النقل والبنية التحتية، وتعزيز تكاملها مع المدن الصناعية والمراكز الاقتصادية المجاورة مثل الدمام، الجبيل، والظهران. هذا الربط يعد عاملًا مهمًا في رفع كفاءة سلاسل الإمداد وتسهيل حركة البضائع والخدمات، مما يسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وخلق فرص استثمارية تدعم النمو المتوازن بين مدن ومحافظات المنطقة.

ختامًا

إن ما يُنتظر من منتدى القطيف الاستثماري 2025 ليس فقط إبراز الفرص، بل وضع أسس عملية لتنفيذ مشاريع نوعية تحدث أثرًا ملموسًا، وتعزز من دور القطيف في التنمية الوطنية. وهو ما نتطلع إليه عبر رؤية واضحة تقودها قيادة حكيمة، وجهود مخلصة من المسؤولين وعلى رأسهم معالي المهندس فهد الجبير، الذين يسهمون في صناعة التحول وتفعيل التنمية المستدامة بروح تكاملية وشراكة حقيقية.

دراسات عليا اقتصاد صحي