آخر تحديث: 6 / 12 / 2025م - 1:26 ص

المرحومة السيدة إيمان السيد حسين الخضراوي

حسين الدخيل *

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ودّع أهالي القديح وعائلة الخضراوي الكرام فقيدتهم السيدة إيمان السيد حسين الخضراوي، التي رحلت عن الدنيا بهدوء، تاركة أثرًا طيبًا وذكرى عطرة في نفوس من عرفها، يوم الأربعاء 2 ربيع الآخر 1447 هجريًا.

يروي لنا الصديق الغالي السيد حسين الخضراوي «أبو السيد منير» والدها حفظه الله ويتحدث عن ابنته المرحومة السيدة النجيبة إيمان ويقول عنها بحرقة قلب ودموع ساكبة: إن ابنتي عاشت طفولتها بكل فرح ومرح وسعادة في منزلي المتواضع بالقديح وهو محل ولادتها ثم الناصرة، وبرعاية والدتها الطيبة المؤمنة «أم السيد منير» الله يحفظها، وبظل إخوتها وأخواتها فحصلت على الحب والحنان والرعاية الكاملة.

وكانت مثالًا يُحتذى به في الصبر والثبات والإيمان. عاشت حياةً ملؤها التحديات الصحية منذ صغرها، إذ واجهت الإعاقة والمرض، لكنّها لم تعرف لليأس طريقًا، بل كانت تُقابل البلاء بابتسامة ورضا نادرين.

عانت من إعاقة جسدية أثّرت على حركتها، وترافقت معها أمراض صحية أخرى أثقلت جسدها، لكنها لم تشتكِ يومًا، ولم تُظهر جزعًا.

كان صبرها يُدهش من حولها، ورضاها بما قسم الله لها يُعدّ درسًا حيًّا في الإيمان العميق، محتسبة أمرها إلى الله سبحانه وتعالى، وأن الله سوف يعوضها خيرًا ومن صبرها أجرًا.

رغم إعاقتها، لم تكن معزولة عن مجتمعها، بل كانت حاضرة بروحها وخلقها ودعائها واستماعها لمجالس أهل البيت .

الكل يشهد لها بحسن الخلق، ونقاء القلب، وهدوء النفس، وكأن الله عوّضها عن ألم الجسد براحة القلب ونور الإيمان.

رحلت إيمان بهدوء، عن عمر ناهز السبعة والثلاثين عامًا، تاركة في القلوب أثرًا لا يُنسى، وذكرى لفتاة مؤمنة صابرة، جعلت من مرضها طريقًا للتقرب من الله، ومن إعاقتها بابًا للأجر والرفعة والثواب.

نسأل الله أن يجعل صبرها ومعاناتها شفيعًا لها يومَ القيامة، وأن يُبدلها دارًا خيرًا من دارها، ويجمعها بمحمد وآله الطيبين الطاهرين في جنات النعيم.

عظّم الله أجوركم عائلة الخضراوي وكل من ينتسب لهذه العائلة الطيبة المؤمنة بصلة، وإنا لله وإنا إليه راجعون