آخر تحديث: 31 / 3 / 2025م - 5:45 م

التقدم المزيف

عبد الرزاق الكوي

العالم المعاصر في أبسط مسمياته هو عالم التناقضات في تسيير الأمور الحياتية، والواقع حريا أن يملك مسميات أعظم التناقضات، ومن تناقضاته يسمى عصر التقدم والتقدم منه براءة الذئب من دم يوسف، عصر يتقدم خطوة خجولة للأمام ويتخلف خطوات من التخلف على كل المسميات الحياتية، هذا أبسط المسميات بالتناقض تلطيف الواقع على الأرض، المجتمعات الإنسانية تعيش ما هو أخطر من ذلك، الكراهية بأقسى معانيها، يعم العنف اللامبرر في كل أرجاء المعمورة، أعمال عدوانية تقام بكل استخفاف.

شريعة الغاب أكثر أماناً من عالم البشر حيث الصراعات والحروب المفتعلة، يستعمل القوي قوته في انتهاك سيادة غيره ويسلبه حقوقه المشروعة التي أقرتها له الأديان السماوية والقوانين الدولية والأعراف العالمية، في ظل عالم أبسط أمنياته أن يحظى بأبسط حقوقه وهو أن يعيش بأمان صابراً محتسباً على المستوى المعيشي والأوضاع الاقتصادية المزرية وانعدام وسائل الصحة.

العالم بمؤسساته الدولية الذي ترزح تحت ضغوط قوى عالمية لا حول ولا قوة لها، «جيتك يا عبدالمعين تعيني، لقيتك يا عبدالمعين تنعان»، واقع فقد مصداقيته وتخلى عن شرعيته وفقد إنسانيته أصبح بلا وازع أو رادع يمنعه من عدوانيته وتنمره.

أحداث تقع على مدار الساعة وتحت أنظار العالم حروب بمسميات متعددة، أصبحت البشرية محط تجارب كيميائية وبيولوجية محرمة دوليا تسبب الأمراض، وتفتك بالبشرية المغلوب على أمرها، واقع البشرية كما قال الشاعر:

من لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الأسباب والموت واحد

كل تلك التطورات على الساحة العالمية بفعل فاعل يتربص الشر بهذه البشرية من أجل أطماع تذهب بسببها أرواح بريئة، كل حرب أسوأ من ما قبلها، المآسي تزداد المعاناة تكثر والقتل بدماء باردة في كل قارات العالم، بدون خجل، يعرف هذا العالم المعاصر بعصر حقوق الإنسان واحترام القوانين الدولية، «شين وقوي عين»، سلبت الرحمة من القلوب وأفرط في القتل بعنف مفرط وإراقة دماء بلا حدود، تتصرف في العالم الآمر الناهي.

تعيش البشرية أمل انبثاق شمس العدالة وتغيب شمس الكراهية والعدوانية، شبعت البشرية الآلام وفقد الأحبة وكثرة الأرامل والأيتام، أن يعجل الله تعالى بفرجه وتنعم الإنسانية بنسمات العدالة والأمن والأمان أن ينتهي عصر التخلف إلى واقع حقيقي من التقدم المنشود.