هل تدمر ضغوط عملك استقرار أسرتك دون أن تدري؟ مختص نفسي يحذر

أكد الأخصائي النفسي ناصر الراشد على الدور المحوري للتعامل الإيجابي مع المواقف التربوية داخل الأسرة، معتبراً كل موقف يمر به الأفراد فرصة ثمينة للتعلم والتطوير العاطفي.
جاء ذلك خلال محاضرة متخصصة نظمها مؤخراً مركز البيت السعيد، حيث أشار الراشد إلى أن هذا النهج البنّاء يسهم بشكل مباشر في تعزيز النضج الانفعالي لدى أفراد الأسرة وتحقيق التوازن المنشود في العلاقات بينهم.
وأوضح الراشد أن الحياة الأسرية بطبيعتها تمثل سلسلة متصلة من الأحداث والمواقف التربوية التي يمكن استثمارها بشكل فعال لترسيخ القيم الإيجابية.
وذكر أن كل حدث يقع داخل نطاق الأسرة، حتى وإن بدا سلوكاً غير مناسب في ظاهره، يشكل فرصة تعليمية بحد ذاته إذا ما تم التعامل معه بحكمة وصبر، مما يساعد في غرس القيم والمهارات التربوية الأساسية لدى الأبناء وتوجيه سلوكهم نحو الأفضل.
وشدد الأخصائي النفسي على أهمية إتاحة مساحة كافية لأفراد الأسرة، وخاصة الأبناء، للتعبير عن آرائهم ومشاعرهم بحرية داخل المنزل.
وأضاف أن السماح للفرد بالحديث والاستماع إليه باهتمام من قبل الآخرين لا يعزز فقط مهاراته في الحوار والتعبير، بل ينمي ثقته بنفسه ويكسبه مهارات حياتية ضرورية.
وأشار إلى أن هذه الممارسة ترسخ لدى الأبناء شعوراً عميقاً بأن الأسرة هي بيئتهم الآمنة والملاذ الذي يمكنهم اللجوء إليه دائماً، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي ملموس على صحتهم النفسية وسلوكهم الاجتماعي خارج المنزل.
وتطرق الراشد إلى التأثيرات المحتملة للضغوط الخارجية، مثل ضغوط العمل أو التحديات اليومية، على الأجواء الأسرية. وأكد على ضرورة الوعي بأهمية التحكم في المشاعر السلبية ومحاولة فصلها عن البيئة المنزلية قبل الدخول إلى البيت.
ونبه إلى أن كل فرد في الأسرة يتحمل مسؤولية الحفاظ على الأمان النفسي والمشاعر الإيجابية السائدة داخل المنزل، بهدف الحفاظ على بيئة مستقرة وآمنة تعزز قوة الروابط العائلية ومتانتها.
وأكد الراشد أن تحقيق الاستقرار والسعادة الأسرية لا يستلزم بالضرورة إجراءات معقدة أو جهوداً استثنائية، بل يمكن الوصول إليه من خلال ممارسات يومية بسيطة وفعالة.
وأوضح أن الحوار الهادئ، وإظهار المشاعر الإيجابية بصدق، وتقديم الدعم المعنوي والمادي المتبادل بين أفراد الأسرة، كلها عوامل أساسية لبناء بيئة صحية.
واعتبر أن المنزل يجب أن يكون الفضاء الأمثل الذي يتيح للإنسان التعبير عن مشاعره الحقيقية بحرية وأمان، مما يعزز إحساسه بالانتماء والأمان.
وبين أن التصرفات الصغيرة والمبادرات البسيطة قد تكون المفتاح لبناء أسرة متماسكة وقادرة على مواجهة تحديات الحياة بثقة واتزان.