آخر تحديث: 31 / 3 / 2025م - 1:39 م

صحة الدماغ وماذا ينبغي علينا عمله للحفاظ عليها

عدنان أحمد الحاجي * مقال مترجم

What do we mean by ”brain health“ and why should you care about it?

March 12,2025

خلال أسبوع التوعية بأمراض الدماغ، تقدم جمعية القلب الأمريكية أفكارًا ثاقبة بخصوص تحسين صحة الدماغ في ظل تزايد عبء الخرف وغيره من الاضطرابات العصبية في جميع أنحاء العالم

أبرز النقاط:

• يزداد احتمال الإصابة بالتدهور الإدراكي وغيره من الحالات المرضية التي تؤثر في الدماغ مع التقدم في السن، نتيجة للتطورات الطبية المتقدمة وعوامل أخرى ساعدت سكان المعمورة على العيش لفترة أطول. معدل انتشار أمراض الدماغ، بما فيها الخرف، في ارتفاع متزايد،

• وفقًا لتقرير جمعية القلب الأمريكية لعام 2025، ما يقرب من 56 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مصابون بمرض الزهايمر وغيره من أنواع الخرف - أكثر من 6,9 مليون منهم في الولايات المتحدة

• تحليل بيانات برنامج ميديكير Medicare الأمريكي [1]  الوارد في التقرير الإحصائي المحدث يقدِّر بأن انتشار مرض الزهايمر وغيره من الخرف بين سكان الولايات المتحدة سيتضاعف إلى 13,9 مليون أمريكي بحلول عام 2060.

• يقول الخبراء أن ما يقرب من نصف عوامل خطر الإصابة بأمراض الدماغ قابلة للتعديل؛ ويمكن تحسين صحة الدماغ من خلال تبني نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية والسيطرة على ارتفاع ضغط الدم، من بين عوامل خطر أخرى لها علاقة أيضًا بأمراض القلب والأوعية الدموية.

متوسط وزن دماغ الشخص الراشد (20 سنة وأكبر) يبلغ حوالي 3 أرطال (1,4 كغم تقريبًا)، ومع ذلك يعتبر الدماغ واحدًا من أكثر الأعضاء تعقيدًا وحيوية لجسم الإنسان. قد يتدهور الإدراك وتصبح أدمغتنا عرضة للمرض مع تقدمنا في السن [2] . التطور المتقدم للطب والعوامل الأخرى ساعد سكان المعمورة في أن يعيشوا لفترة أطول، وبالتالي فمعدل انتشار أمراض الدماغ، بما فيها أنواع الخرف [3] ، في ترايد مستمر. بيد أنه قد يكون الحفاظ على صحة أدمغتنا أسهل مما يدركه الناس، وذلك بالاستفادة من بعض توجيهات جمعية القلب الوطنية.

وقال ميتشل إلكيند Mitchell Elkind أخصائي الأعصاب ورئيس جمعية القلب الأمريكية السابق ومديرها الحالي للعلوم الإكلينيكية: ”نعرف حاليًا أن الكثير من نفس العوامل المرضية التي تسبب أمراض القلب والسكتة الدماغية تسهم أيضًا في تدهور صحة الدماغ بشكل عام.“ ”تمامًا كما هو الحال مع أمراض القلب والسكتة الدماغية، يمكن الوقاية من معظم أمراض الدماغ. ومع ذلك، فإن الجمع بين شيخوخة السكان والزيادة المعتبرة في ارتفاع ضغط الدم، فمن المرجح أن تؤدي السمنة ومرض السكري إلى ارتفاع غير مسبوق في أنواع كثيرة من أمراض الدماغ.“

وفقًا للبيانات الواردة في إحصاءات أمراض القلب والسكتة الدماغية لعام 2025: تقرير [4]  عن البيانات الأمريكية الشاملة من جمعية القلب الأمريكية انتهى إلى ما يلي:

- مرض الزهايمر هو السبب الرئيس السابع للوفاة في الولايات المتحدة والسبب الرئيس للوفاة بين جميع الاضطرابات العصبية، بما فيها السكتة الدماغية.

- معدل وفيات الإناث أعلى معدل وفيات الذكور من جراء الإصابة بالخرف كل عام. وذلك بسبب ارتفاع نسبة الإناث المسنات مقارنة بالمسنين الذكور. شكلت الإناث 66,7 % من وفيات الخرف في أمريكا في عام 2022.

- أكثر من 6,9 مليون شخص في الولايات المتحدة مصابين بمرض الزهايمر.

- تحليل لبيانات برنامج ميديكير Medicare المذكورة في التقديرات الإحصائية المحدثة بيَّن أن نسبة المصابين سيرتفع إلى الضعف ليصل إلى 13,9 مليون أمريكي بحلول عام 2060.

ورد أيضًا في التقرير الإحصائي المحدث ما يلي:

في جميع أنحاء العالم، ما يقرب من 57 مليون شخص مصاب بمرض الزهايمر وغيره من أنواع الخرف في عام 2021، بزيادة نسبتها 45% منذ عام 2010 وبزيادة نسبتها 160 % على مدار الثلاثين سنة الماضية (1990-2021). للمقارنة، ارتفع معدل انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 33 % على مدار العقد الماضي و 111 % على مدار الثلاثين سنة الماضية

- الزيادة في الوفيات في العالم الناتجة عن مرض الزهايمر وغيره من أنواع الخرف تتجاوز الزيادة في أمراض القلب والأوعية الدموية بشكل أكثر - زادت وفيات الخرف بنسبة 195% تقريبًا منذ عام 1990، مقارنة بزيادة نسبتها 57% في وفيات القلب والأوعية الدموية خلال نفس الفترة.

- إنفاق الرعاية الصحية المقدر في الولايات المتحدة على الخرف زادت على الضعف، من 38,6 مليار دولار في عام 1996 إلى 79,2 مليار دولار في عام 2016. أما الإنفاق على الخرف فقد كان من بين أعلى 10 تكاليف إنفاق تكبدتها الرعاية الصحية في الولايات المتحدة في عام 2016.

”عبء اضطرابات الدماغ مرتفع. الخرف كسبب للوفاة يتزايد بشكل أسرع من أي مرض آخر، بما في ذلك أمراض القلب، ويعتبر السبب الأول للوفاة في جميع أنحاء العالم. ومن المفارقات، أنه كلما تحسن علاج الحالات الأخرى، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان، ترتفع الإصابات بالخرف كمسبب للوفاة.“ ”باستخدام العديد من نفس الأدوات والمعلومات التي ساعدتنا في معالجة عوامل خطر الإصابة بأمراض القلبية والأوعية الدموية بنجاح وتقليل عبء أمراض القلب على مدار العقود القليلة الماضية، لا بد أن نكون قادرين على فعل الشيء نفسه لعلاج اضطرابات الدماغ وتحسين صحة الدماغ.“

وقال إلكيند إن بعد إجراءات برنامج Life Essential 8 يمكن أن يكون مفيدًا لصحة الدماغ كما هو مفيد لصحة القلب. وتشمل هذه التدابير 4 سلوكيات صحية و 4 عوامل صحية عُرِّفت على أنها تدابير رئيسة لتحسين والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية:

- السلوكيات الصحية: تناول طعامًا صحيًا

- السلوكيات الصحية: كن نشطًا أكثر بممارسة التمارين الرياضية

- السلوكيات الصحية: لا تدخن

- السلوكيات الصحية: نم نومًا صحيًا

- العوامل الصحية: حافظ على وزن صحي للجسم

- العوامل الصحية: السيطرة على نسبة الكوليسترول في الدم

- العوامل الصحية: حافظ على مستوى صحي للسكر في الدم

- العوامل الصحية: حافظ على مستوى ضغط دم صحي

وقال إلكيند: ”تلتزم جمعية القلب الأمريكية بتقدم علوم الدماغ من خلال أبحاث مبتكرة من شأنها أن تساعد الباحثين على إلقاء ضوء جديد على الأسباب والعوامل المساهمة في التدهور الإدراكي والخرف، خاصة فيما يتعلق بصحة القلب والأوعية الدموية.“ ”بالإضافة إلى ذلك، يمكننا دعم الأفراد والمجتمعات لاعتبار صحة الدماغ، ليس فقط من حيث غياب المرض، بل أيضًا بطريقة أكثر إيجابية. يمكننا أن نأخذ في الاعتبار كيف يمكننا أن نعمل على تحسين وظيفة الدماغ لتشمل سمات إدراكية إيجابية مثل الإبداع والقدرة على التكيف والتعاطف والآخرين.“

وقال إن التكلفة المتزايدة لتدهور صحة الدماغ في الوفيات والرعاية الصحية تجعل التزام الجمعية المستمر بمعرفة كيف تشيخ الأدمغة وكيف تؤثر مرض الأوعية الدموية سلبًا في صحة الدماغ والهناء النفسي بشكل عام.

وقال إلكيند: ”عندما سألنا الناس عن الحالات المرضية التي يخشونها بشكل أكثر بسبب شيخوخة الدماغ، وجدنا أن الخرف تصدَّر هذه القائمة، متجاوزًا حتى السرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية.“ ”من الأهمية بمكان أننا كمجتمع وكأفراد نتفهم هذه المخاوف ونجري التغييرات اللازمة لتحسين المخرجات الصحية لأمراض الدماغ، والأهم من ذلك. الوقاية منها“.