آخر تحديث: 2 / 4 / 2025م - 9:59 م

بستان قصر تاروت.. قلعة الإبداع والتميّز

السيد محمد المشعل

في قلب جزيرة تاروت النابضة بالحياة، تتألق مبادرة ”قلعة تاروت“ للسنة الرابعة على التوالي، مجسدةً مزيجًا رائعًا بين عبق التراث وروح الابتكار. إنها تجربة فريدة ونخيل عطاء تُعيد صياغة التاريخ بنفحات عصرية، وتثبت أن العمل الجماعي والتكاتف يمكن أن يحوّلا الأفكار إلى واقع ينبض بالإبداع.

بفضل جهود إدارة جمعية تاروت الخيرية ومنسوبيها، تحوّلت رؤية مشرقة إلى حقيقة تُضيء سماء التراث والفن والسياحة في المنطقة الشرقية. وأسهمت هذه الجهود في توطيد الشراكات المجتمعية، مما أضفى بُعدًا مميزًا على المبادرة، وجعلها نموذجًا يُحتذى به في دعم العمل المجتمعي وتحفيز العطاء، ولم يكن لهذا النجاح أن يتحقق لولا تكامل الشراكات وتوزيع الأدوار بين الداعمين، وقد كان للتعاون المثمر بين الجهات الحكومية والأهلية، إلى جانب مساهمة رجال الأعمال ومختلف فئات المجتمع، دور محوري في تعزيز استدامة المشروع واستمراريته، هذا التكاتف منح المبادرة زخمًا استثنائيًا، مما جعلها منارة تُلهم المجتمع وتُحفّز الطاقات الإبداعية.

لا تقتصر أهمية هذه المبادرة على كونها حدثًا ثقافيًا أو فنيًا، بل إنها تؤدي دورًا محوريًا في تعزيز الهوية والتراث المحلي، فهي تُعيد إلى المجتمع ذكريات الأجداد وتبرز جمال الحضارة في آنٍ واحد. كما تُعد هذه الفعاليات منصة جذب للزوار من خارج القطيف، حيث يتحوّل المكان إلى وجهة سياحية فريدة تعكس ثراء التاريخ وروعة المكان، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي من خلال تنشيط المشروعات الصغيرة وتوفير فرص العمل، إلى جانب بناء جسور التواصل بين مختلف فئات المجتمع.

وهكذا، تمتد مبادرة ”قلعة تاروت“ بجذورها في أعماق التراث، بينما تمتد فروعها نحو آفاق الإبداع والتميّز، محتضنة محبيها لتظل رمزًا للمبادرات الملهمة، ومنارة تشجّع الجميع على السعي نحو مستقبل أكثر إشراقًا وتكاملاً.