آخر تحديث: 30 / 1 / 2025م - 1:02 ص

خصلة من شعر..

أحمد رضا الزيلعي *

الحب والاعتقاد معانٍ لا نراها مهما ادعى مدعيها إلا إذا أظهر صاحبها ما يثبت ذلك، فما يعقده الجنان لا بد أن يظهر فعلاً بأي صورة من الصور سواء قول أم فعل ”ما أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيئاً، إِلاَّ ظَهَرَ في فَلَتَاتِ لِسانِهِ، وصَفَحاتِ وَجْهِهِ“ [1]  نعم النطق بالشهادتين كافٍ لدخول الإسلام ولكن الإيمان شيء آخر. بلى، الحب معنىً مقدس... ندعيه كثيراً مع الله تبارك وتعالى والخلق ولكن الثبات على هذا الحب لا يصدق فيه إلا النادرون بما يحون من ملكات. والاعتقاد كما الحب لذلك هو درجات أو مراتب يتألق في صعودها من ترفعوا عن الكثير من الأودية المنحدرة التي اعتاد الكثير على الانزلاق في دركاتها أجارنا الله منها. نحن في امتحان عظيم حيث منحنا القانون الحكيم الحرية لكيلا نعيش الضغوط في الاختيار وبالتالي ننتج في هذه الحياة ولكن نبهنا أننا في نهاية المطاف سنحاسب ولربما آثار بعض أخطائنا تعرقلنا وتؤثر على مسيرنا قبل نهاية المشوار.

قطعاً نستنكر خصلة الشعر التي تخرجها فتاة مسلمة أو وضعها ما يزينها لبساً أو مساحيقاً «إن لم يكن ضمن فتوى».. لأنها لا تمارس فعلاً لا يتعلق بها وحدها لأن الرجل فطره الله على أمور كثيرة مثل هذه الأشياء وبالتالي سيؤثر ذلك على أخلاق المجتمع. وبحمد الله المرأة الآن تعمل في قطاعات متعددة ولا دخل للتبرج في زيادة الإنتاجية فكثير من الفتيات المحجبات والعفيفات استطعن حجز مكان لهن بجدارة أمام زملائهن رجالاً ونساءً.

نعم خصلة شعر.. لكن الهتك عظيم فالنظر هنا لله عز وجل ورضاه فقد تدفع خصلة إلى انحراف كما يدفع إلى ذلك رفع الحجاب وتزين الشعر وما إلى ذلك لأن هذا العمل ينطوي على سلسلة انتهاكات عاقبتها العذاب الذي ورد عن النبي ﷺ عن النساء اللاتي كن يعذبن بالتعليق من شعورهن وغير ذلك.

خصلة الشعر نموذج للمرأة أو الفتاة.. وللمقابل النظر بريبة أو البحث عن مواطن إثارة الشهوة خصوصًا إن كان له دور في تغرير الفتيات على زحاليق التبرج.

كثير من سلوكنا له أثر جوهري على أنفسنا ومن حولنا ولقد صدق المتنبي حين قال:

إذا كان رب البيت بالدف ضارباً

فشيمة أهل البيت كلهم الرقص!

ومما يبذر هذه الانحرافات في النفوس هو متابعة مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي الذين لا يعيرون للخلق الكريم بالاً ”من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله، وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس“ [2]  ولعل لفظة ”عبد“ ناظرة لما سيتجسد من هذا الإصغاء لأن الإصغاء لغةً ”الاستماع الحسن إليه“ و”الإصغاء بالرَّأس: إمالته للاستماع“ و”صغا الشَّخصُ/ صغا الشَّخصُ إلى الشَّخص: زاغ ومال، مال قلبا“ [3]  فأول الميل خطوة. وحتى المعاشرة لها أثر بليغ في ذلك فبأم العين رأى البعض كيف انسلت خصلات شعر لعِشْرة خصلات شعرٍ متبرجة فترة من الزمن.

سؤال

ما هي خصلة الشعر التي انسلت من حجابك الديني فهذبتها أو تحاول إعادتها لظل الحجاب؟ فلربما تكون غفلة قلب أو غناء أو حقد أو نميمة...

همسة قرآنية

حجابك ليس عائق فلا تسترسلي لنظرات الإعجاب من أشباه الرجال ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [النور: آية 21].


[1]  حكم أمير المؤمنين

[2]  بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 2 - الصفحة 94 عن تحف العقول.

[3]  موقع المعاني https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%A5%D8%B5%D8%BA%D8%A7%D8%A1/?
مهندس مشروع والتخطيط - مدير مشروع معتمد من PMI