حياتنا
الشعور الواعي والتفكر بعمق وتحمل المسؤولية والاستقرار، من أهم السلوكيات الإيجابية لدى الإنسان، ومع مرور العمر والزمن، تكتسب تلك الصفات صورًا متجددة، فالخبرة والتجارب تجعل منا أكثر تفاعلًا وتأثيرًا وتفهمًا، وإن المواقف التي تمر بحياتنا تشكل بداخلنا روحًا ومخزونًا ونواة ناضجة.
أحيانًا نكون في تناقض وقلقل، على سبيل المثال، يكون الشعور عندنا مضطربًا؛ مما يصعب علينا اتخاذ القرار السليم في أي موقف، يمر علينا في مشوار الحياة، كتقديم رأي أو إيصال فكرة حتى وإن كان الأمر سهلًا، وهو ما يعبر عنه بالشعور السلبي وغير المستقر عاطفيًا، مما يعني كذلك أن العقل مع العاطفة هما من يتحكمان ويتدخلان في تقييم الحالة، وهنا يأتي الاختلاف بين البشر من شخص لآخر وهو أمر طبيعي، تحكمه الخبرة وأحيانًا مستوى الثقافة.
سلوكياتنا يجب أن تراعي، إن التقييم السليم والتفكير الواعي، تتسامى ظواهره عندما نحترم مشاعر الآخرين، يصبح بداخلنا الاستقرار الذي يعيننا أن ننفض أي غبار أو شحنات قد تؤدي إلى سلوك تكون العاطفة فيه ملتهبة، تشوه ما عليه الواقع وتغير الاعتقاد تجاه الغير.
إن العاطفة أشبه ما تكون سلوكًا حسيًا، وأن المشاعر تجيش تلك العاطفة، فعندما يكون الإنسان على درجة من الوعي والاستقرار يصبح الجسد سليمًا، غير قابل لأي سلوك أن ينقض نفسه، أو يعكس إثارة مفاجئة توصل إلى مشاعر من الغضب أو الانفعال، فكل عاطفة غير مستقرة تشوه وتوصل إلى سلوك غير منضبط وإلى همجية من التصرف، يخرج عن التحكم والسيطرة.
علينا أن ندرك تمامًا، أن الله سبحانه وتعالى خلقنا وجعل فينا قدرة التعامل مع الآخرين، بأخلاق ومشاعر طبيعية سليمة وهي من الفطرة، مع مراعاة القدرات الفكرية والإستعابية وكذلك المعرفية لكل شخص ”الخلق الحسن والتعامل الجيد“ وما قد يحدث من تغيير سلبي لا سمح الله، فهو من اختيار أنفسنا وإرادة منا، فالوعي بأهمية الاستقرار العاطفي والسيطرة على الإحساس والتوكل على بالله الخالق عز وجل تغرس بداخلنا الطمأنينة والهدوء، وإن الحالة الاجتماعية والأسرية الجميلة والتواصل المجتمعي النبيل والعلاقة الوطيدة مع الأصدقاء والتعليم العام والتفهم لظروف الناس والتسامح والاحترام المتبادل وكسب المودة، جميعها لها دور كبير، تجعل العقل والجسد فينا سليمًا معافى، بعيدًا عن كل سوء وألم لا قدر الله، وإن التعاطف والتفهم لظروف الناس مع التسامح والاحترام المتبادل وكسب المودة، جميعها لها دور كبير، تجعل العقل والجسد فينا سليمًا معافىً وبعيدًا عن كل سوء وألم لا قدر الله.