رحلة تاريخية.. شقيقان من القطيف يجوبان أوروبا على دراجة نارية
في مغامرةٍ نادرةٍ، سطّر الشقيقان السعوديان حسن وحيدر آل دعبل ملحمةً تاريخيةً، قطعوا خلالها أكثر من 10 آلاف كيلومتر على متن دراجةٍ ناريةٍ، انطلاقًا من محافظة القطيف في رحلةٍ امتدت لـ 28 يوما عبر قاراتٍ وأقاليم مختلفة، وصولًا إلى ألمانيا.
”رؤية جميع خلق الرحمن“ كان الدافع الأسمى وراء هذه الرحلة الاستثنائية، كما أوضح المغامر الشاب حسن، الذي عبّر عن شغفه باستكشاف سحر الطبيعة الأوروبية المتنوعة، من جبالٍ شاهقةٍ إلى أنهارٍ رقراقة، والتعرف على ثقافات الشعوب وعاداتهم.
وأضاف حسن: ”اخترنا الدراجة النارية لنعيش المغامرة بكل تفاصيلها، ونشعر بتقلبات الجو ونبض الحياة على الطريق“.
بدأت فكرة الرحلة حلماً مشتركاً بين الشقيقين، اللذين قررا الانطلاق من القطيف في السعودية نحو ميونيخ في ألمانيا، مروراً ببلدانٍ أوروبيةٍ ساحرة.
وقال حيدر: ”كنت أتساءل دومًا: هل يُمكنني رؤية مُدن وقرى أوروبا عن قرب؟ ومن هنا انطلقت رحلتنا بعد استيفاء كافة التراخيص والتأمينات اللازمة“.
وعلى الرغم من روعة المغامرة، إلا أنها لم تخلُ من التحديات، كان أبرزها وعورة الطرق الجبلية، خاصةً في دولة الجبل الأسود، حيث واجها منحدراتٍ حادةً ومساراتٍ ضيقةً. كما اعترضت طريقهما مخاوفُ أمن وسلامة المركبة، من سرقةٍ أو أعطالٍ ميكانيكية.
ولم تُثنِ برودةُ الطقس، التي قاربت الصفر المئوي، عزيمةَ الشقيقين، فقد كانا على أتمّ الاستعداد لمواجهة تقلبات الطقس بفضل تجهيزاتهما المُحكمة.
وشكّل التفاعل مع سكان الدول المختلفة محطةً مُضيئةً في رحلتهما، حيث أبدى الكثيرون فضولهم حول هذه المغامرة النادرة، وسألوا عن مسارها وعن بلديهما، ليُجيبهما الشقيقان بكل فخر: ”العلم الأخضر يرفرف خلفنا“.
”رحلةٌ محوريةٌ في حياتنا“، هكذا وصف الشقيقان هذه التجربة التي غرست فيهما معاني الصبر والعزيمة، ومنحتهما شعورًا لا يوصف بالفخر والاعتزاز.
وختم الشقيقان حديثهما بنصيحةٍ للشباب الطامحين لخوض غمار المغامرة: ”لا شيءَ مستحيلٌ مع العزيمة والإصرار، فكل تحدٍّ هو فرصةٌ للتعلم والنمو“.
”مرحبًا بكم على متن الخطوط البرية السعودية“، بهذه العبارة الطريفة اختتم الشقيقان حديثهما، في إشارةٍ إلى رفاق رحلتهما الذين انضموا إليهما تحت شعار ”الدعبل بايكرز“.
رحلةٌ تاريخيةٌ تُضاف إلى سجل المغامرات الشخصية، وتُلهم الجميع بروح الاستكشاف والتحدي، مع التأكيد على أهمية التخطيط المُحكم والاستعداد الجيد.