بمناسبة اليوم العالمي للرجل
مر علينا في 19 نوفمبر الماضي، اليوم العالمي للرجل، والذي احتُفي به لأول مرة في جمهورية ترينيداد وتوباغو، وهي دولة جُزُرية، أي أرخبيل مكون من جزيرتين رئيسيتين، هما جزيرة ترينيداد وجزيرة توباغو، بالإضافة إلى 21 جزيرة صغيرة أخرى، وتقع هذه الدولة في أقصى جنوب البحر الكاريبي شماليَّ سواحل فنزويلا.
اختار الدكتور جيروم تيلوكسينغ، وهو أكاديمي ومؤرخ ومُحاضر بجامعة جزر الهند الغربية بجمهورية ترينيداد وتوباغو هذا اليوم، لأنه يصادف ذكرى ميلاد والده، وقد بدأ بمبادرة من الدكتور عام 1999 م إذا أراد الاحتفاء بالرجال وإسهاماتهم النبيلة لمجتمعاتهم، وتعزيز الوعي بمخاطر الصحة النفسية والجسدية التي يواجهها الرجل، والدور الذي يؤديه في الأسرة والعمل.
الرجل هو أصل البشر وأول من خُلق منهم، وهو آدم - 
- والذي ننتمي ونرجع إليه جميعًا، وهو كما ورد في الحديث الشريف أحد البكائين الخمسة، فقد بكى على الجنة حتى صار خده مثل الأودية، وبكى على مقتل ابنه هابيل أربعين يومًا، وشكا ذلك إلى الله فعوضه بشيث هبة الله، وهذان الحدثان الآنفان يبينان أن الرجل حاله كحال غيره صاحب عواطف ولا يعيبه البكاء.
في هذا اليوم شكرًا لكل رجل أسهمَ في بناء حياتنا ومجتمعنا فالرجل هو من بنى البيوت التي نعيش فيها وحمل الطابوق الثقيل وتكفل مشقة وعناء البناء وهو من زرع وحصد الزرع الذي نأكله وهو من ذبح الذبائح التي نأكلها وخبز الخبز الذي نأكله وعبَّدَ الطرق التي نسلكها، وما من شيء نعتاش منه في حياتنا إلا وللرجل دور فيه.
والرجل كأب، له دور عظيم في التكفل بعائلته، فقد أدى دوره بدون انتظار شكر له، من توفير للأكل والشرب ورسوم التعليم ورسوم وسائل التنقل كشراء السيارة ودفع من ما عنده لمساعدة ابنه في التزويج، وله حقوق هي أعظم في الإسلام من حقوق الأم إذا أحصيناها، رغم حث رسولنا الكريم في حديثه المشهور ”أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك“ فهذا الحديث فُسر من قبل العلماء أنه وجوب للبر للأم أي الإحسان إليها، للمشقة التي تواجهها فكان وجوب الرفق بها أولى، ولكن هذا الحديث لوحده لا يؤخذ مع كثرة الأحاديث الأخرى التي تدل على عظمة حقوق الأب على الأم.
تمر هذه الذكرى في كل سنة خافتة الذكر، للأسف، على مناسبات أخرى تدنو أهميتها، على صاحب ذكرى هذا اليوم، فهذه دعوة مني للجميع، بالاهتمام بهذا اليوم، فهي مناسبة حسنة للتعريف بجهود الرجل، وجسر للتفاهم بين المجتمع.
