القراءة للكسالى
كما أن الشغوفين بالقراءة والذين تأخذ منهم أوقاتًا طويلة لهم الحق في القراءة، فإن للكسالى أيضًا والمشغولين ذات الحق. الفارق بين الاثنين أن الأول يقرأ كثيرًا بدوافع ذاتية لا يحتاج معها إلى أي تشجيع من أي طرف؛ أما الثاني فيتكاسل ويتذرع بمختلف الأعذار، ويبحث عن أي مبرر، ولو كان تافهًا، حتى لا يقرأ.
لكن هذا السلوك من الثاني لا يمكن أن يكون مبررًا لكي يستثنيه المجتمع من حقه في القراءة، وواجبنا تجاهه هو دفعه نحوها. وهذا ما كان يستهدفه سفير القراءة الدولي، داني براسل، الذي أسس مبادرة تحت اسم «نادي الكِتاب للقراء الكسالى»، وموقعًا لها هو https://www.lazyreaders.com/ عام 2003.
يقدم الموقع مقترحات لقراءة كتب قصيرة ذات جودة عالية، بحيث لا يزيد عدد صفحات أي كتاب عن 250 صفحة. ويؤكد براسل أنه يهدف إلى اجتذاب جميع الناس من مختلف الأعمار للقراءة بعدة طرق، منها عبر إشعارهم بالبهجة أثناءها. ولذلك فإن الكتب التي يختارها تحمل رسائل إيجابية حين يقول إنه يريد فتح شهية الناس للقراءة، ولا يريد أن يحكم عليهم من عدد الصفحات التي يقرؤونها. ويستقبل براسل مقترحات المتصفحين بأسماء كتب مناسبة لمشروعه، مشترطًا لذلك أن يكون الكتاب أقل من 250 صفحة، ويكون على أمازون كنسخة ورقية. كما أنه يصله نحو 5000 كتاب كل عام ويتبرع بالكتب بعد قراءتها إلى فصول دراسية أو إلى مكتبات عامة. ومن تجربته يقول إن من يقرأ كتبًا صغيرة ينجذب مع الوقت للكتب الكبيرة.
ويقترح براسل كل شهر أسماء لعشرة كتب لمختلف الأعمار «أطفال/ شباب/ بالغين»، ولديه إذاعة خاصة، وظهر في عدد من البرامج التلفزيونية.
ولا يقتصر عمل براسل على موقعه الإلكتروني فقط، بل يقدم محاضرات وندوات عن القراءة، كما قام بزيارات لأكثر من 50 دولة حول العالم، من بينها مصر، التي يحاول أن يفتح فيها قسمًا لمبادرته باللغة العربية، إضافة إلى برامجه باللغتين الإنجليزية والإسبانية. وقد قدَّم أيضا دروسًا حول القراءة لمختلف الأعمار عبر الإنترنت للآلاف من أنحاء العالم.
وقد وضع براسل شعارا لموقعه هو «كتب قصيرة للمشغولين»، ذاكرا أن مهمته هي زيادة مساحة الاهتمام بالقراءة عبر تقديم كتب ذات جودة لا تحتاج إلى سنوات! لقراءتها.
