آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 3:01 م

إضاءة اليوم العالمي للطفل

أحمد منصور الخرمدي *

لا يختلف المنصفون أن الدين الإسلامي هو دين التكامل الأخلاقي في كل شيء وخاصة كل ما هو مرتبط بحياة الإنسان والإنسانية، فقد وضع لكل ما خصهما تشريعًا وتفصيلًا دقيقًا أذهل جميع المهتمين بالنواحي الاجتماعية للبشر أجمعين، ويأتي الدين الإسلامي من أول ما قام بالعناية، وأفرد له أكبر مساحة في التشريعات السماوية، الاهتمام بالطفل منذ بداية تكوينه وهو جنين في بطن أمه، حتى يبلغ مراحل القدرة على الاستقلال بذاته دون مساعدة والديه أو أحدهما، فالله عز وجل كرم الإنسان فخلقه وجعله في أجمل صورة، وسخر له كل مخلوقات الكون في خدمته.

نحن نمر في ذكرى مناسبة عالمية، تُسلط الأضواء عليها من جميع الأوطان، ذكرى اليوم العالمي للطفل، الذي يوافق 20 نوفمبر من كل عام، في هذا اليوم تحتفل ”الإنسانية جمعا“ كل شعوب العالم الحر، من أجل التعزيز والارتقاء بمفهوم ”الطفولة“ وما تمر به من مراحل حساسة، فيها البراءة والجمال، فيها المرح، فيها الشقاوة البرئية، فيها السعادة والحنان، والتميز الذي يحاكي واقعًا ملموسًا من الشفافية والسكينة والرحمة، فيها قبلة وابتسامة تروي عطش كل ظمآن.

اليوم العالمي للطفل مناسبة جميلة، للتأكيد بحق كل طفل يعيش على هذه البسيطة، أرض الله الواسعة، حقه في الحصول ومنذ الولادة على الاسم والهوية بالسجل المدني الرسمي، وصلته في القرابة لوالديه ومكان ولادته، وتعزيز العلاقة والثوابت الإنسانية والاجتماعية، وإن الهدف من اختيار «اليوم العالمي للطفل» واعتباره ذكرى ومناسبة سنوية محددة تاريخها ومعتمدة من الجمعية العامة للأمم المتحدة - اليونيسف، لهدف سامي ونبيل، زيادة الوعي بأهمية حقوق الطفل، بعدم التمييز بحكم اللون أو العرق أو الدين والمعتقد، فالطفل يملك كل الحقوق، ولدًا أو بنت، من ذوي الهمم أو غنيًا أو فقيرًا «له / لها» كامل الحقوق، حرية التعبير وكل الاحترام والعيش بسلام وأمان.

الرعاية والتربية، والعناية الشاملة من التغذية والصحة والتعليم والرفاهية، فالمملكة تولي اهتمامًا بالغًا في الأهمية، للطفل والطفولة، وهو من الواجب الديني والإنساني والحقوقي، وإن جميع مؤسسات الدولة حفظها الله، الرسمية منها والأهلية، تشارك بهذه المناسبة السعيدة تزامنًا مع ما يبذله العالم عبر قنواته الإنسانية والحقوقية المتعددة، من ترابط دولي للتأكيد على أهمية الطفل وتوفير البيئة الصحية والتعليمية والمعيشية السليمة والناجحة، فالأطفال هم زهور الحياة وريحانيتها وهم ملائكة الأرض وزينتها ومنارة المستقبل الواعد وعماد الوطن الكبير الحافل بالإنجازات العظيمة.