آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 6:12 م

الشعراء وتأثير سيلفيا بلاث

يوسف أحمد الحسن * صحيفة القبس الكويتية

بعد أن دخلت الشاعرة الأمريكية سيلفيا بلاث مطبخ منزلها أغلقته بإحكام وسدت منافذه بمناشف مبللة، ثم فتحت الغاز في الفرن، وأدخلت رأسها فيه لتموت من أثر تنفس أول أكسيد الكربون. فمن هي سيلفيا بلاث؟ وما دوافع انتحارها؟

هي شاعرة وروائية وكاتبة قصص قصيرة أمريكية «1932-1963م»، وفازت بجائزة البوليتزر بعد وفاتها كأول شاعرة تفوز بالجائزة، وذلك عن ديوان «القصائد المتجمعة»، ثم تحولت قصة حياتها إلى فيلم.

تزوجت بلاث من أحد الأدباء «تيد هيوز» لكنها انفصلت عنه بسبب بعض المشكلات، منها خيانته لها، فأصيبت بالاكتئاب، وحاول أحد الأطباء علاجها ببعض مضادات الاكتئاب، لكنها أقدمت على الانتحار قبل أن يأخذ هذا الدواء مفعوله لديها.

وعندما خططت بلاث للانتحار حرصت على المحافظة على حياة طفليها حيث أبقتهما في غرفة مقفلة لكن نوافذها بقيت مفتوحة مع وضع بعض المأكولات فيها. وكانت هذه هي محاولتها الثانية للانتحار بعد محاولة سابقة فاشلة في شبابها.

أرجع عالم النفس الأمريكي جيمس كوفمان حالة انتحار بلاث والحالات المشابهة لها إلى اضطراب نفسي يصيب بعض الشعراء أسماه ”تأثير سيلفيا بلاث“ «Sylvia Plath effect». وتتلخص فكرة الدكتور كوفمان في أن الشواعر يتعرضن أكثر من غيرهن من الكتاب الإبداعيين الآخرين للاضطرابات النفسية. وكان جيمس كوفمان أول من تحدث عن هذا المصطلح عام 2001م بعد أن أجرى بحثًا شمل 1629 كاتبًا، تبين له فيه أن الشواعر تظهر عليهن أعراض أمراض ذهنية، مثل القلق والرغبة في الانتحار، أكثر من الكتاب الآخرين ككتاب الروايات الخيالية وغير الخيالية. وفي تحليل آخر «ذكرته مجلة الصحة العقلية الهندية PSYCHOLOGS MAGAZINE» وشمل 520 امرأة أمريكية بارزة اكتشف كوفمان أن الشعراء عامة هم أكثر عرضة للأمراض النفسية، ويمرون بحالات مأساوية أكثر من الصحفيين البارزين والفنانين والممثلين والسياسيين.

ولبلاث ديوان شهير هو «العملاق» وديوان «قصائد أخرى وأرييل» وقد نشرا بعد وفاتها. ولديها كتاب «منزل الرسائل»؛ وهو عبارة عن رسائلها التي وجهتها إلى أفراد عائلتها أيام مراهقتها، وكانت والدتها قد شجعتها على كتابة يومياتها.

نشرت بلاث أولى قصائدها وهي في سن الثامنة، وذلك في مجلة بوسطن هيرالد وبوسطن ترافلر في القسم المخصص للأطفال، متأثرة بوفاة والدها آنذاك، إذ تعرضت أسرتها حينئذٍ لأزمة مالية كبيرة حاولت بلاث التقليل من آثارها بكتابة قصص قصيرة ونشرها في الصحافة مقابل أجر مالي وحصولها على جوائز. وعندما التحقت بالجامعة كانت قد نشرت أكثر من خمسين قصة قصيرة، ثم فازت بجائزة جلاسكو لكتابيها «المحبوبان» و«المتجول على البحر»، ونشرت بعض أعمالها في مجلات شهيرة كالملحق الأدبي لمجلة تايمز، ومجلة نيويوركر. كما كتبت مئات القصائد الشعرية، واستمرت في كتابة الشعر حتى قبل ستة أيام من انتحارها. وهي علاوة على ذلك تجيد فن الرسم.

ولدى بلاث رواية وحيدة هي الناقوس الزجاجي «Bell Jar» التي تعد سيرة ذاتية لها حيث تتناول فيها حكاية انهيار عقلي لامرأة شابة، وهي إحدى أشهر الروايات الأمريكية ونشرتها باسم مستعار هو فيكتوريا لوكاس.

*من أقوالها: ارتدِ قلبك على جلدك في هذه الحياة.