آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 1:42 م

مهري مليار مقدم و800 مليون مؤخر.. قابل للتفاوض!

وسيمة عبيدي * صحيفة اليوم

مهري مليار مقدم و800 مليون ريال مؤخر، جملة صادمة فعلاً وما إن تدخل على مواقع التواصل الاجتماعي لبعض ما يطلق عليهن ب «الفاشنستات» أو مشهورات السوشيال ميديا، حتى تجد مثلها الكثير.

ظاهرة غريبة بدأت عند مشهورات السوشيال ميديا في السنوات الأخيرة حيث يظهرن على مواقع التواصل الاجتماعي ويطلبن مهوراً مرتفعة ويضعن قائمة من الشروط كلها مادية متجاهلات أي مواصفات شكلية أو أخلاقية وكأنهن يقلن: «هذا سعري لكائن من كان لكن فقط من يستطيع الدفع!» من الظواهر أيضاً نشر صور لعقد الزواج مع توضيح مبلغ المهر المكون من 6 أصفار أو أكثر!

تعتبر هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر التي أصبحنا نراها مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي تحولاً خطيراً في القيم والمبادئ الإنسانية، حيث يتم تقييم الذات مادياً والتركيز على جمع الثروات والتفاخر بالمظاهر السطحية بدلاً من التركيز على القيم الأخلاقية والإنسانية.

تساعد تلك الظواهر أيضاً على التقليل من قيمة المرأة، وتقييمها ومن ثم سهولة استغلالها بناء على الشكل الخارجي مما يؤدي لتشويه صورتها في المجتمع وعلى تقبلها واحترامها، فبدلاً من النظر لها على أنها إنسان بعقل وروح ومشاعر تستحق الاحترام والتقدير، ستتحول لسلعة تباع وتشترى وبالسعر الذي تضعه هي لنفسها.

ستساعد تلك الظواهر أيضاً على تشجيع النساء على التقاعس والكسل وانتظار فارس الأحلام الغني لتحقيق الثراء السريع بدلاً من العمل لإثبات الذات وتحقيق الاستقلال المادي والمهني والمشاركة في دفع عجلة التنمية الوطنية.

قد تؤدي تلك الظواهر إلى تعزيز العلاقات السطحية القائمة على القشور دون التركيز على الجوانب المعنوية العميقة التي ترتكز عليها العلاقات السليمة. وقد شهدنا انفصال كثيرات ممن طلبن مهوراً مرتفعة، في مدد زمنية قياسية بعد الزواج.

إن تأثير مشاهير ونجوم السوشل ميديا على الشباب والفتيات الصغيرات وحتى الأطفال بات قوياً، حيث يقدمون نماذج بالإمكان أن تحتذي بها الأجيال القادمة وتقلدها في السلوكيات وأسلوب الحياة الخاطئ، وقد يؤدي تأثيرهم أيضاً لمشاكل نفسية نتيجة لعدم رضا الفتيات عن أنفسهن وتكوينهن لأفكار مشوهة عن شكلهن وأجسادهن، ومن ثم سعيهن ليصبحن نسخاً مكررة شكلاً، فارغة من المحتوى لتلك المشهورات.

لقد ذكرنا سابقاً أن المرأة ليست سلعة والمهر ليس ثمناً لها، إنما هو هدية محبة وعربون مودة، يدفعه طالب القرب منها بطيب خاطر ليس لأنه يشتري سلعة نادرة إنما طلباً لحياة زوجية سعيدة سليمة مستمرة هانئة لم ترتكز على حب المال واستغلال الطرف الآخر.. يتبع...