آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 3:01 م

الغيرة وكيف نفهما عند كلا الجنسين

عدنان أحمد الحاجي *

المترجم: عدنان احمد الحاجي

المقالة رقم 248 لسنة 2024

Jealousy - we understand our own sex best

February 1,2024

ملاحظة من المترجم:

لا أعلم مدى انطباق نتائج أو مخرجات الدراسة على الحالة الاجتماعية في بلداننا العربية والإسلامية. لكن المفهوم واحد، ربما أصبح الشعور بالغيرة مستشرٍ بفضل الاختلاط المتزايد بين الجنسين في أماكن العمل والفعاليات المختلطة، مما كان أحد أسباب المشكلات المتفاقمة بين الأزواج وقد ساهم في ارتفاع وتيرة الطلاق والانفصال في كثير من الحالات. قد لا يكون الشعور بالغيرة له دواعٍ حقيقية، بل لا يعدو عن كونه تصورات تخالج نفس من يشعر بالغيرة تساعد على إثارة هذا الشعور ومنه يبدأ تسلسل التفاعلات قبل أن ينفرط عقد العلاقة في النهاية ويحدث ما لا تحمد عقباه.

الدراسة المترجمة

هل فعلًا تعرف لماذا يشعر شريك حياتك الغيرة [1] ؟ نحن نفهم قدرًا مدهشًا عن شعور الآخرين بالغيرة، لكننا نعرف مدى شعور نوع جنسنا بالغيرة أكثر مما نعرف عن مدى شعور الجنس الآخر بها.

قد لا نفهم دائمًا أسباب شعور شركاء حياتنا بالغيرة معرفة تامة، وغالبًا ما يشعر كلا الجنسين من النساء والرجال بالغيرة لأسباب مختلفة تمامًا.

قرر باحثان من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا NTNU التحقق مما إذا كان الناس يعرفون أيضًا هذه الاختلافات المميزة للغيرة عند كلا الجنسين.

”ماذا يعرف الناس عن مثيرات الشعور بالغيرة عند النساء ومثيراتها عند الرجال؟ ما مدى فهم النساء للغيرة عند الرجال وما مدى فهم الرجال للغيرة عند النساء؟ يقول مونس بينديكسن Mons Bendixen، الأستاذ في قسم علم النفس بجامعة: NTNU“ أردنا معرفة ذلك الاختلاف عند كلا الجنسين. "

الرجال أكثر شعورًا بالغيرة حين يتعلق الأمر بالخيانة الجنسية [2]  من شعور النساء بها، والنساء أكثر شعورًا بالغيرة حيال الخيانة الانفعالية «العاطفية» من الرجال، لكن هل يعلم الناس بهذا الاختلاف؟ [الخيانة الزوجية العاطفية هي وجود علاقة غير شرعية لم تصل إلى حد الزنا بين امرأة ورجل خارج إطار عقد الزواج سواء أكانت كلمات غرامية مباشرة أو هاتفية أو رسائل الاكترونية أو غيرها أو لقاءات بين الاثنين وما يترتب عليها من علاقات غرامية أو جنسية [3] ].

الدراسة هي الأولى من نوعها

لا زال بينديكسن وليف إدوارد أوتيسن كينير Leif Edward Ottesen Kennair، البرفسور في قسم علم النفس، يدرسان الانفعالات المتعلقة بالعلاقات بين الجنسين من مدة طويلة. بيد أن هذه هي الدراسة الأولى التي اهتمت بدراسة ما يعتقده الناس عن أسباب الشعور بالغيرة لدى الآخرين مصنفة بحسب الجنس «رجل أو امرأة».

أراد الباحثان أيضًا دراسة العوامل التي قد تؤثر في تصوراتنا لردود الفعل المتعلقة بالشعور بالغيرة. ما هي المعرفة التي نوظفها، ومن أين اكتسبناها، وهل تصوراتنا مبنية على ردود فعلنا حيال الشعور بالغيرة؟

النتائج واضحة جدا.

نحن الأفضل في فهم ما يتعلق بالغيرة عند نوع جنسنا

"نحن نفهم الغيرة المتعلقة بنوع جنسنا بشكل أفضل. بشكل عام، الرجال جيدون في فهم ردود الفعل حيال شعور الرجال بالغيرة، والنساء جيدات في فهم ردود الفعل حيال شعور النساء الأخريات بالغيرة. وفي الوقت نفسه، نحن [ربما الضمير يوجع إلى الباحثيَن» جيدون بشكل مدهش في فهم الشعور بالغيرة عند الجنس الآخر على مستوى مجموعة المشاركين في الدراسة.

يقول بينديكسن: ”ومع ذلك، عند محاولة فهم الأشياء التي تدعو الآخرين إلى الغيرة منها، غالبًا ما يبني الأشخاص هذه التصورات على استجاباتهم الشخصية حيال الغيرة.“

يعتقد كلا الجنسين إلى حد كبير أن أسباب الشعور بالغيرة عند نوع جنسهم هي نفس أسباب الشعور بها عندهم، لكنهم يستخدمون أنفسهم بدرجة أقل بكثير كنموذج «كمرجع» لما يعتقدون أنها أسباب الشعور بالغيرة لدى نوع الجنس الآخر.

لا نستطيع أن نفهم أسباب الغيرة عند شركاء الحياة

”لقد أثبتت العديد من دراساتنا أن شعور الرجال بالغيرة من الخيانة الجنسية هي أكثر من شعور النساء الغيرة.“

في العلاقات الزوجية، يشعر الرجل في كثير من الأحيان بالقلق بشأن ما إذا مارست شريكة حياته الزنا مع آخر. غالبًا ما تشعر المرأة بالقلق بشأن ما إذا وقع شريك حياتها في حب امرأة أخرى.

على سبيل المثال، الرجل الذي يتحدث كثيرًا مع صديقته ويثق بها، يخاطر بإثارة غيرة شريكة حياته، وقد لا يفهم السبب فهمًا تامًا.

يقول بينديكسن: ”لا يقدِّر الرجال تمام التقدير مدى تأثير ذلك على شريكات حياتهم“. لذلك، فإن تأويل سبب شعور شريكات حياتنا بالغيرة بناءً على انفعالاتنا الشخصية فقط غالبًا ما تكون طريقة خاطئة للتعامل مع هذه المشكلة.

التصورات النمطية

قام الباحثان بتحليل ردود الفعل عند 1213 شخصًا، أغلبهم من كلا الجنسين «86,2٪».

لم يكن هناك فرق كبير بين كيفية تفسير كلا الجنسين لشعور نوع الجنس الآخر بالغيرة،

يقول بينديكسن: ”أفاد الرجال أن الآخرين من بني جنسهم من الرجال سيكونون أكثر شعورًا بالغيرة حيال الخيانة الجنسية مما يعترفون هم بذلك.“ بمعنى آخر، لديهم تصور نمطي إلى حد ما لأسباب الغيرة لدى الرجال.

وينطبق الشيء نفسه على النساء. لقد اعتقدن أن النساء الأخريات سيكن أكثر شعورًا بالغيرة حيال الخيانة العاطفية مما يعترفن به.

ومرة أخرى، الأرقام واضحة جدًا.

"ليس للتأثير الاجتماعي [4] ، أي تأثير فيما نعتقده بشأن ردود أفعال الآخرين حيال الغيرة. عادة ما تصف الثقافة الشعبية الخيانة الزوجية بأنها خيانة جنسية، ولكن لا يبدو أن هذا يؤثر فيما ينزعج منه معظم الناس، أي الخيانة العاطفية.

ولكن إذا لم يؤثر فينا الأصدقاء والعائلة ووسائل التواصل على الإطلاق، فمن أين أتت تصوراتنا عن الغيرة؟

القدرة الفطرية على تفسير الشعور بالغيرة

”نعتقد أن هذا قد تطور إلى حد كبير، وهو شيء فطري تمت برمجته في أدمغتنا،“ يقول بينديكسن.

لقد كانت ببساطة ميزة لأسلافنا ليكونوا قادرين على تفسير الشعور بالغيرة. تعد الغيرة والخيانة الزوجية من أكثر الأسباب شيوعًا للانفصال بين الأزواج.

”لذلك من المفيد أن نعرف شيئاً عن الغيرة. يقول كينير:“ في دراستنا فيما يتعلق بالتسامح حيال الخيانة الزوجية، ربما كان الرجال طيبي السريرة بعض الشيء بشأن خيانة شريكات حياتهم العاطفية وخيانتهم العاطفية، لأنها مشكلة قد تهدد العلاقة الزوجية".

لقد أعطى التطور الذين يمكنهم فهم الشعور بالغيرة ميزة في الإنجاب والحفاظ على العلاقة باقية مع شريك الحياة الذي «أو التي» يمكنه / ها المساعدة في تربية أطفالهما. على الرغم من أن هذا ليس مهمًا في ثقافتنا الحالية كما كان من قبل، نظرًا لأن أحد الوالدين «بعد الإنفصال» يمكنه تربية أطفاله لوحده بسهولة أكثر من ذي قبل، فإن انفعالاتنا وقدرتنا على تفسير الإشارات لا تزال جزءًا لا يتجزأ منا.

نشرت الدراسة في دورية العلوم النفسية التطورية [5] .