أَحِنُ إليكم
عزيزي القارئ، ما رأيك أن تغمض عينيك وتأخذ نفساً عميقاً ثم تتخيَّل معي صداقاتك القديمة. ركز في تخيُلك على الأصدقاء الطيبين المفيدين، الذين كان لهم أثراً إيجابياً عليك. تذكر كم كان عددهم؟ هل ما زلت تتذكر أسماءهم أو أسماء بعضهم؟ كم عدد الذين ما تزال تلتقي بهم أو تتواصل معهم؛ ممن كانوا معك في المرحلة الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية أو بعدها ممن صحبتهم إلى فترات طويلة وأكلتم وشربتم وربما عشتم معاً ثم افترقتم ولم تعودا تلتقوا أو تتواصلوا معاً؟
ما هي الذكريات الجميلة التي ما زلت تحتفظ بها في ذاكرتك عنهم؟
هل تَحِنُ لتلك الأيام؟
الآن عزيزي، وبعد قراءتك لما سبق، ما الذي ينبغي عليك أن تقوم به؟ وما هو أكبر تحد يواجهك ويمنعك من القيام بما ينبغي عليك القيام به؟
﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ﴾ [القيامة: آية 14,15].
هل ما يمنعك أو يحول بينك وبين ما ينبغي عليك هو عامل نفسي؟ أم ظروف صحية، أو لضيق الوقت؟
إن الذي دعاني لكتابة هذا المقال هو بالفعل أنني ﴿أَحِنُ﴾ إلى أصدقائي القدامى.
«يا أصدقائي، أَحِنُ إليكم وأتمنى أن ألتقيكم فقد قضينا معاً أياماً جميلة ما زالت تبعث في نفسي البهجة والسرور فمتى سنلتقي لنعيد الذكريات الجميلة».
لقد حفزتني كتابة هذا المقال بأن أبدأ بإعداد قائمة بأسماء أصدقائي القدامى وأن أبعث لهم بهذا المقال لأقول لهم:
”أَحِنُ إليكم“
وبمجرد أن جاءتني هذه الأفكار، أحسست بسعادة غامرة وشوق كبير للحديث معهم وسماع أخبارهم
وأنت أيها القارئ العزيز، ابدأ الآن وقبل أن تغلق هذه الصفحة بكتابة القائمة بأسماء أصدقائك وطرق التواصل معهم ومتى ستتواصل معهم، لا تؤجل هذا العمل الصالح، لا تدع أي فكرة سلبية تقف حاجزاً بينك وبين قيامك بهذا العمل الذي إن شاء الله سيترك أثراً إيجابياً عليك.
يذكر موقع الجزيرة على النت أن إحدى الدراسات أثبتت بأن:
”المسافة النفسية التي تتكون بمرور الوقت تعد العقبة الرئيسة أمام إعادة التواصل، وبمجرد تخطيها يصبح الأمر أسهل“.
فلا تثنيك هذه المسافة من أخذ الخطوة الأولى للتواصل مع أصدقائك القدامى. وإن كان سبب أو أحد أسباب هذه المسافة النفسية هي مواقف حصلت بينك وبين أصدقائك فخير ما أوصيك به في هذه الحالة هو قراءة هذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة والتدبر في معناها والعمل بما تستفيده منها من دروس وعبر.
﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا «فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ «فَأَجْرُهُ» عَلَى اللَّهِ» إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ [الشورى: آية 40]﴾ .
﴿إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا﴾ [النساء: آية 149].
وقد روي عن رسول الله ﷺ:
”ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة؟: العفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، والإحسان إلى من أساء إليك، وإعطاء من حرمك“.
كما روي عنه ﷺ:
”إذا أوقف العباد نادى مناد: ليقم من أجره على الله وليدخل الجنة، قيل: من ذا الذي أجره على الله؟ قال: العافون عن الناس“.
جعلنا الله وإياكم من العافين عن الناس.