آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

آل إبراهيم والراشد يرشدان 120 شخصًا لـ «السعادة الزوجية» في سنابس

جهات الإخبارية

أوصى الاختصاصي النفسي ناصر الراشد والمرشد الأسري صالح آل إبراهيم، بضرورة معرفة الزوجين بالدافع الأساسي من وراء رغبتهما بالارتباط الزواجي، والتعرف على المهارات التي تشبع احتياجاتهما النفسية، والعاطفية، والاجتماعية، والجنسية، لكل منهما، وتنمية هذه المهارات لتعزيز علاقتهما بصورة إيجابية مع بعضهما، وجعل قرار الزواج السعيد والناجح هدف في فكرهما قبل ارتباطهما وخلال مسيرة حياتهما الزوجية.

جاء ذلك ضمن المحاور التي ناقشها آل إبراهيم والراشد في البرنامج التثقيفي ”كيف تحقق زواجًا ناجحًا“، والذي قدماه بتنظيم من مركز سنا للإرشاد الأسري التابع جمعية البر الخيرية بسنابس ضمن سلسلة اللقاءات الأسبوعية للمركز.

واختتم البرنامج، يوم الأربعاء، بعد أن امتد لمدة يومين متتالين، بمقر جمعية البر، قادا فيها 120 شخصًا من المتزوجين والمتزوجات، والمقبلين والمقبلات على الزواج، والمهتمين والمهتمات بالشأن الاجتماعي في المجتمع.

وخصص الاختصاصي الراشد في أول يوم للبرنامج عدة توجيهات زوجية، بيّن فيها أهمية بقاء الزوجين في مشاعر المودة، التي تعزز العاطفة بينهما في المواقف التي تجمعهما يوميًا، مع الأخذ بضرورة الشعور بالرضا عن الزواج الذي يأتي من خلال الذكاء العاطفي، والمتمثل في ثلاثة عوامل، أولهما ضبط النفس، والوعي بالذات، وأخيرًا إقامة علاقات اجتماعية.

ودعا الزوجين إلى وضع نموذج أسري خاص بهما ولا يكون أحدهما أو كلاهما نسخة من والديهما، والبُعد عن الصورة النمطية للزواج الخالية من تبادل مشاعر الحب، وأنما وضع قواعد أساسية تساهم في نجاح العلاقة الزوجية، تعتمد على تلبية الاحتياجات التي يشعر بها الطرف الآخر، والعمل على تطبيق القاعدة الذهبية التي تؤكد على أن السعادة الزوجية هي نتاج جهد الزوجين بما يقدمان من رعاية، واهتمام، ومشاركة، مع محاولة تأسيس ذاكرة مشتركة محتواها إيجابي ومعزز لنمو.

وخرج الراشد بثلاثة عناصر تسهم في الاستقرار الزواجي والتي تكون من الزوجين من تعدد وتبادل الخبرات العاطفية والانفعالية بينهما، وهي؛ المودة التي تتمثل في قدرة الزوجين على ضبط إيقاع العواطف التعبير عنها جيدًا، معبرًا عنها بمرادف ”تطبيق المشاعر“، بعدها تأتي الرحمة التي تُعرف على أنها النضج الانفعالي الذي يساهم في تلطيف المشاعر والاندفاعات السلبية، وتكون بذكر الفضل والإحسان وليس تبادل منافع وحقوق وواجبات.

وأضاف: أخيرًا المعاشرة بالمعروف وتكون بتحمل كلا الزوجين مسؤولية سلوكه ومشاعره، مع تحمل مسؤولية سعادة ورضا الطرف الآخر في العلاقة الزوجية، وتوجيه كلا منهما رسالة للآخر ”أنا مسؤول عن سعادتك“.

من ناحيته، تحدث المرشد الأسري آل إبراهيم عن الزواج من الجانب التشريعي، ونظرة الإسلام للزواج على أنه مشروع إلهي محترم وعلاقة مقدسة ومباركة من الله، وذلك من خلال عدة أمور منها؛ أن الزواج هو أحب بناء عند الله، وسببا لإحراز نصف الدين، كما أن قيام الزوجين بشؤون الزواج عمل يترتب عليه ثواب إلهي، بالإضافة إلى أحكام الزواج هي حدود الله التي نهى الله عن انتهاكها، ومنه جعل الطلاق أبغض الأمور إلى الله.

ووجه سؤالًا للحضور، جاء فيه ”ما الذي يترتب من أثار عند النظر للزواج على أنه علاقة مقدسة؟“، وبعد معرفة آرائهم، رد عليه مجيبًا على ذلك بقوله: إن الشهود بقدسية الزواج يمنح الزوجين الشعور بالهيبة لهذه العلاقة، واحترامها والاهتمام للمحافظة عليها قوية، مع القيام بالشؤون التي تعزز وتحافظ عليها، والبُعد عن كل ما يهين هذه العلاقة ويهدد استقرارها.

وانتقد نظرة البعض للزواج على أنه تقليد من التقاليد الاجتماعية، ما يترتب على ذلك استخفاف بهده العلاقة، تكون علاقة من بهدف الإشباع الجنسي، ووسيلة للإنجاب الأبناء، مشيرًا إلى وجود سعي حثيث في المجتمعات الغربية لنزع القداسة للزواج ونتيجة لذلك زادت المشاكل الزوجية، وحالات الطلاق بسبب غياب النظرة الشمولية الزوجية.

وشدد على تلبية وإشباع الرجل والمرأة لمجموعة من الاحتياجات الأساسية من خلال العلاقة الزوجية، مثل: الحاجة للجنس، الحب، تكوين حياة عائلية، الاستقرار النفسي، مع الشعور بالسكينة والراحة، وجميع ذلك لا يمكن للمرأة والرجل إشباعها بمفردهما، أو بدون علاقة زوجية، وإذا لم يلبِ الزوجين هذا الشعور يشعران بالإحباط والظيم، والخسارة من هذه العلاقة.

وتابع: مع استمرار هذا الشعور قد يلجأ إلى أربعة خيارات هي؛ الاستسلام والرضا بالواقع، ظهور الاستياء وخلق المشاكل بهدف الحصول عليها، البحث عن مصادر بديلة وتكون شرعية مثل تعدد الزواج، وغير شرعية مثل الزنا والخيانة الزوجية، أما الخيار الرابع هو؛ اليأس من وضعه واللجوء إلى الطلاق.

وأرشد إلى كيفية إشباع وتلبية الاحتياجات الزوجية، وتكون بخطوتين، هما أن يتعرف كلا الزوجين لأهم الاحتياجات الضرورية لشريك حياته، والخطوة الأخرى بالتعرف على طرق وأساليب تلبية وإشباع لهذه الاحتياجات بطريقة تناسب الشريك الآخر، معرفً بفنون الاستمتاع بالعلاقة الحميمية بين الزوجين، والتي منها يتم الإشباع الجنسي، ويمكن الحصول عليها باكتساب ومعرفة مهارات وأداب خاصة بها عبر قراءة الكتب، وطلب الاستشارات الزوجية، وحضور الدورات التثقيفية من ذوي الاختصاص.