الشيخ الصفار يدعو للتعامل مع الانفجار المعلوماتي والثورة الرقمية بوعي وبصيرة
قال الشيخ حسن الصفار: إن مواجهة الانفجار المعلوماتي، والثورة الرقمية، يحتاج إلى مهارة ودراية تمكننا من الحصول على المعلومات الصحيحة النافعة، واجتناب المعلومات المصطنعة المختلقة، أو الشائعات المضللة، أو ما يدفع إلى السلوك الضار.
وتابع: لقد أحدثت المنصات الرقمية ثورة في كيفية إنشاء المعلومات واستهلاكها ومشاركتها، مما يطرح تحديات جديدة في تمييز المحتوى الموثوق.
جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: الدراية الإعلامية والمعلوماتية.
وأوضح الشيخ الصفار أن من أبرز التحديات في التعامل مع هذا الانفجار المعلوماتي والثورة الرقمية، تحدي ضبط الاهتمام وتحديده حسب حاجة الإنسان ومنفعته، وعدم الوقوع في حالة الإدمان وتشتت الاهتمام.
وتابع: حيث يجد الإنسان نفسه أمام كم هائل من المعلومات، ومساحة واسعة من القضايا المختلفة، وهناك أساليب جذابة في الوسائل الإعلامية، والتقنيات المعلوماتية.
وأضاف: على الإنسان أن يدرك محدودية وقته وجهده، فلا ينشغل بما لا يحتاجه وما لا ينفعه، فيصاب بتشتت فكره، ويفقد التركيز في اهتماماته، ويكون ذلك على حساب مصلحته.
وبمناسبة الأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية، أبان الشيخ الصفار: أن من أبرز التحديات، تحدي تعزيز المناعة والحصانة من تسرّب الخطأ إلى فكر الإنسان وسلوكه، وذلك بتنمية مهارة الدراية والوعي، لتقويم المعلومات التي تستقبل الإنسان، واكتشاف الصحيح من الخطأ، والنافع من الضار.
وتابع: لا شك أن للمعلومة والفكرة أثرًا على فكر الإنسان ونفسه وسلوكه، خاصة إذا تكرر تسللها إلى ذهنه.
وعن أخطر المتاهات التي يواجهها الإنسان عبر هذه الوسائل المعلوماتية والرقمية قال الشيخ الصفار: هناك التشكيك والتضليل الديني، فالغرب هو مصدر الإنتاج الرئيس للعلوم والمعلومات والأخبار، في مختلف المجالات.
وتابع: إن الغرب أقرب إلى موقف المناوئة للدين منه إلى موقف الحياد، وإن تظاهر بغير ذلك.
وأضاف: لذلك يهتمون بضخ ونشر ما يهزّ الإيمان الديني، ويحجبون ما يدعم الحالة الدينية في المجتمعات، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا.
وبيّن أن من الأخطار التي تواجه الإنسان في استخدام تقنيات الاتصال، خطر الإفساد الأخلاقي، ففي ظل شعارات الحرية الفردية، هناك مؤسسات تجارية ضخمة تعتمد في أرباحها ومداخيلها على نشر ثقافة الإباحية والانحلال الأخلاقي.
وذكر أن الخطر الثالث هو خطاب الكراهية وتمزيق المجتمعات، وذلك باستغلال وسائل الاعلام والاتصال للترويج لصدام الحضارات، وأبرز مظاهرها التخويف من الإسلام، وتشويه سمعة المسلمين فيما عرف بإسلامفوبيا.
وتابع: وكذلك إثارة الخلافات المذهبية الطائفية داخل المسلمين، وتشجيع الانقسامات داخل الأوطان، والتعبئة المتبادلة بين القوى والاتجاهات في المجتمعات المختلفة، وتشويه سمعة الأشخاص وخاصة الرموز والقيادات.
ومضى يقول: إن البعض قد يتعود على إرسال كل ما يطلع عليه أو يصل إليه للآخرين حتى قبل أن يقرأه ويتأكد منه، وهذا خطأ كبير، فقد يكون مساهمة في نشر الضلال والرذائل، أو شراكة في تشويه سمعة الآخرين والنيل من شخصياتهم، وذلك حرام شرعًا. وقد يُوقع الإنسان تحت المسألة القانونية.
وتابع: كما أن الكتابة أو النشر باسم مستعار لا يعفي الإنسان من المسؤولية الأخلاقية والقانونية.
ولفت إلى أن كل ذلك يستلزم اليقظة والحذر في التعاطي مع ما يستقبلنا من معلومات. ضمن هذه الوسائل المتطورة التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ ولا ننفك عنه في حياتنا اليومية.
ووجه أن يتحلى الإنسان بالمسؤولية واليقظة في استخدامه للوسائل المعلوماتية في حالتي الاستقبال والإرسال، فلا يسهم في نشر ما يضر الناس في دينهم وأخلاقهم، ولا يرسل محتوى لم يتأكد من صحته أو فائدته.