دراسة.. التبغ يترك آثارًا في عظام المدخنين لقرون بعد وفاتهم
كشف علماء آثار بريطانيون أن التبغ يترك بصماته على عظام المدخنين، ليس فقط خلال حياتهم، بل تمتد آثاره لقرون بعد وفاتهم! وتفتح هذه الدراسة، التي أجرتها جامعة ليستر، آفاقًا جديدة للكشف عن عادات التدخين في الهياكل العظمية القديمة، وفهم تأثير التبغ على صحة الإنسان عبر التاريخ.
واستندت الدراسة إلى تحليل رفات بشرية مدفونة في بريطانيا بين القرنين الثاني عشر والتاسع عشر، حيث أظهرت النتائج بوضوح التأثير طويل الأمد للتبغ على عظام المدخنين، مما يسلط الضوء على العلاقة الوثيقة بين التدخين وزيادة خطر الإصابة بكسور العظام.
وأكد الباحثون أن التبغ، الذي دخل أوروبا الغربية قبل حوالي 500 عام، يترك أثرًا استقلابيًا واضحًا في الأنسجة الكثيفة للعظام، ويظل هذا الأثر قابلًا للرصد حتى بعد مرور فترات طويلة من الزمن على الوفاة.
وشملت الدراسة تحليل 323 هيكلًا عظميًا، بما في ذلك رفات 177 شخصًا بالغًا من مقبرة سانت جيمس في لندن، والتي يعود تاريخها إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
ومن خلال مقارنة هذه الهياكل العظمية بأخرى تعود إلى ما قبل دخول التبغ إلى أوروبا الغربية، تمكن الباحثون من تحديد التغيرات العظمية المرتبطة بالتدخين بدقة.
ويأمل العلماء أن يساهم هذا الاكتشاف في فهم أعمق للأمراض المرتبطة بالتدخين عبر التاريخ، وتوفير معلومات قيمة حول صحة الإنسان في الماضي.