العمل التطوعي البذرة الطيبة
العمل التطوعي هو من المظاهر الحيوية الجميلة، لأي مجتمع فالتكافل الاجتماعي والإنساني النابع من التطوع يلعب دوراً كبيراً في تنمية أواصر التعاون الذي هو ركيزة مهمة لبناء المجتمعات وتقدمها ونمائها.
إن الأعمال التطوعية تعتبر واحدة من السلوكيات الإنسانية الرائعة التي تجسد العطاء والرغبة في خدمة المجتمع، حيث يمكن لكل فرد أن يجد لنفسه مساحة للمساهمة والتطوع وترك بصمة خير يكسب من ورائها الأجر والثواب من الله عز وجل، وعندما يشارك الإنسان في العمل التطوعي، يشعر بداخله من السعادة والرضاء وفي نفسه الإقبال والتفاعل مع حاجات المجتمع، يشعره بالفخر والاعتزاز بمساهمته وانضمامه إلى عالم أكثر إنسانية وتكاملاً.
قال الله تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: آية 105].
كما قال تعالى: ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ [البقرة: آية 148].
وقوله تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: آية 7].
بفضل الله ثم بالجهود المبذولة من عشرات السنين، إن شبابنا وشاباتنا أصبحوا قادرين على زرع بذور الحماس في حب العمل التطوعي، ومن خلال النهوض بطاقة أكثر حيوية ونشاطاً، في أكثر من مجال ببركة ما اكتسبوه من خبرة، بحضورهم ومشاركاتهم المتميزة، نخبة راقية من الأهالي يسعون بكل ما يملكون من حماس وإرادة وعزيمة صادقة وقوية، لتحقيق التكامل والهدف النبيل بأسمى الأعمال وأجملها في «العمل التطوعي».
لا يفوتنا وهو مما يبهجنا ويسرنا، ما وصلت إليه المرأة بمحافظتنا الغالية «القطيف» وما حققته من نجاح كبير، أصبحت وبفضل من الله تعالى، رائدة في العمل التطوعي، تميزاً وحماساً، شعورها بالمسؤولية حتى إنها وجدت في العمل التطوعي والخيري ملاذها، ومن أولوياتها في الحياة، غرست في نفسها حب عمل الخير، شعور جميل لا يوصف، وهي سيدة مجتمع راقية عملاً وتعاملاً ودعماً مادياً بسخاء، جعلت الأثر الكبير وهو محفوظ لها بإذن الله، والعمل التطوعي جزء من العبادة، لقوله تعالى: ﴿فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ﴾ [البقرة: آية 184] إذ يساهم في تقوية وتعزيز الترابط نحو القبول والإسراع بالمشاركة المجتمعية النسائية بصف الرجل، وقد حصلت بجهودها وإخلاصها على النصيب الأوفر ضمن أهداف الرؤية 2030 للمملكة، إلى الارتقاء بالعمل التطوعي، ويأتي كل ذلك تماشياً مع زيادة عدد المنتسبين من المتطوعين والمتطوعات، وهو إدراك من القيادة الحكيمة، مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ومن سيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظهما الله - وبالرقي والأثر الطيب العائد على أبناء المجتمع من خلال تقديم هؤلاء الفتية والفتيات خدمات كبيرة وجليلة في العمل التطوعي والخيري عامة.
نتقدم بجزيل الشكر والامتنان الكبير لسيدي أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، وسمو نائبه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن بندر بن عبد العزيز «رعاهم الله» لما يقدماها سموهما الكريميين من عناية وتشجيع ودعم كبير لجمعياتنا الخيرية والتنموية والإنسانية، وتحفيز عال لشبابنا وشاباتنا أبناء الوطن وعلى جميع الأصعدة، سعادة يستشعر بها كل فرد منا وهو يرى هذا الحرص والاهتمام الكبيرين، نخبة كبيرة من أبناء وبنات المجتمع، يزرعون بذور الخير والنماء، يساهمون بالوفاء والإخلاص والعمل الجاد، في الارتقاء بجوانب الحياة الاجتماعية والعامة، مما يرفع مكانة العمل التطوعي والخيري في وطن الخير والعطاء الكبير، بلاد الحرمين الشريفين «المملكة العربية السعودية».